للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الطوليين وهي {المص (١)} (١).

قال ابن القطان: ففي هذا أن عروة سمعه من زيد بن ثابت، ووقع في أبي داود بينهما مروان (٢) أي: وكذا في البخاري كما سلف، وما مثله يصح؛ لأنه قد علل حديث بسرة بذلك مع أنه قد قال فيه كما قال هنا، فيكون سمعه بعد أن حدثه مروان عنه أو حدثه به زيد أولًا، وسمعه أيضًا من مروان، فصار يحدث به على الوجهين (٣).

إذا تقرر ذلك، فالطولى: وزن فعلى تأنيث أطول، وقد سلف كذلك في رواية.

و (الطوليين): تثنية الطولي، وطولى الطوليين. يريد: أطول السورتين.

قال الخطابي: وبعض المحدثين يقول: بطِوَل الطوليين. بكسر الطاء وفتح الواو وهو خطأ فاحش، إنما الطِّوَل: الحبل، وليس هذا موضعه (٤).

وكذا قال ابن الجوزي: أصحاب الحديث يروونه: (بطول) وهو غلط، إنما هو بطولى على وزن فعلى (٥).

فإن قلت: هل يجوز أن تكون البقرة؛ لأنها أطول السبع الطوال؟

فالجواب: أنه لو أرادها لقال: بطول الطول. ثم الحديثان المذكوران ظاهران فيما ترجم له البخاري رحمه الله.


(١) النسائي ٢/ ١٦٩ - ١٧٠، وابن حبان في "صحيحه" ٥/ ١٤٤ (١٨٣٦).
(٢) أبو داود (٨١٢).
(٣) "بيان الوهم والإيهام" ٥/ ٢٣١ - ٢٣٢ (٢٤٤١).
(٤) "معالم السنن" ١/ ١٧٥.
(٥) "غريب الحديث" ٢/ ٤٥.