للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأبان هو ابن يزيد أبو يزيد العطار البصري، استشهد به البخاري، وذكر فيه حديثًا آخر كما ستعلمه (١).

وهذِه الآثار دالة على أن التكبير في كل خفض ورفع لم يكن مستعملًا عندهم، ولولا ذَلِكَ ما قَالَ عمران: ذكرنا عليٌّ صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا قَالَ أبو هريرة: إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أنكر عكرمة عَلَى الذي كبر اثنتين وعشرين تكبيرة، ولا نسبه إلى الحمق، وهذا يدل أن التكبير في غير الإحرام لم يتلقه السلف عَلَى أنه من أركان الصلاة، وقد فعله جماعة من السلف وتركه جماعة، ولم يقل أحد ممن فعله لمن لم يفعله: إن صلاتك لا تتم إلا به.

فممن كان يتم التكبير ولا ينقصه من الصلاة في كل خفض ورفع: الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عمر وجابر وأبو هريرة، ومن التابعين: مكحول والنخعي (٢)، وهو قول مالك والأوزاعي والكوفيين والشافعي وأبي ثور وعوام العلماء (٣).

وممن كان ينقص التكبير ذكر الطبري قَالَ: سُئِلَ أبو هريرة: من أول من ترك التكبير إِذَا رفع رأسه وإذا وضعه؟ قَالَ: معاوية.


(١) سيأتي برقم (٧٨٨) كتاب: الآذان، باب: التكبير إذا قام من السجود.
(٢) رواه ابن أبي شيبة في ١/ ٢١٦ - ٢١٧ (٢٤٧٧ - ٢٤٨١)، (٢٤٨٢ - ٢٤٩٢) كتاب: الصلوات، باب: من كان يتم التكبير ولا ينقصه في كل رفع وخفض.
(٣) انظر: "الأم" ١/ ٩٥، "المدونة" ١/ ٧٢، "مختصر اختلاف العلماء" ١/ ٢٢٢، "المبسوط" ١/ ١٩، "الأوسط" ٣/ ١٣٥، "المجموع" ٣/ ٣٦٤ - ٣٦٥، "المغني" ٢/ ١٧٠ - ١٧١، "الذخيرة" ٢/ ٢١٠، "المبدع" ١/ ٣٩٦، "نيل الأوطار" ٢/ ٦ - ٧.