للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكذا المنفرد، وفي "المعرفة" للبيهقي: كان عطاء يقول: يجمعهما الإمام والمأموم أحب إلى (١). وبه قَالَ ابن سيرين وأبو بردة وأبو هريرة: دون الإمام، ويقول المأموم: ربنا ولك الحمد، وهو قول مالك والليث وأبي حنيفة. وحكاه ابن المنذر عن ابن مسعود وأبي هريرة والشعبي والثوري والأوزاعي، وأحمد قَالَ: وبه أقول، وحكى غيره عن أحمد كالأول (٢).

حجة الآخرين: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا قَالَ الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللَّهُمَّ ربنا لك الحمد" أخرجه البخاري في الباب بعده (٣)، ومسلم أيضًا (٤).

وحجة الأولين: حديث الباب وقد قَالَ: "صلوا كما رأيتموني أصلي" والجواب عن حديثهم أن معناه: قولوا ذَلِكَ مع ما قد علمتموه من قوله: سمع الله لمن حمده، وإنما خص هذا بالذكر؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بالتسميع، فهم يعلمونه ولا يعرفون: ربنا لك الحمد؛ لأنه يسر به؛ فلذلك علمهم إياها، واحتج الثاني أيضًا فحمل الحديث عَلَى المنفرد، وإنما سقط: سمع الله لمن حمده للمأموم؛ لاختلاف حاله وحال الإمام في الصلاة، وأن الإمام مجيب للدعاء كما قسم الشارع الذكر بين العاطس والمشمت، كذا قسم هذا الذكر بين الإمام


(١) "معرفة السنن والآثار" ٣/ ١٢.
(٢) "الأوسط" لابن المنذر ٣/ ١٦١ - ١٦٢، "المغني" ١/ ١٨٦، "المدونة" ١/ ٧٣، "شرح معاني الآثار" ١/ ٢٣٨، "التمهيد" ٣/ ٨٥، "بداية المجتهد" ١/ ٢٩١، "بدائع الصنائع" ١/ ٢٠٩، "البناية" ٢/ ٢٦٢.
(٣) حديث (٧٩٦).
(٤) "صحيح مسلم" (٤٠٩) كتاب: الصلاة، باب: التسميع والتحميد والتأمين.