للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القزاز: هو: فاعول من طاغوت، وأصله: طاغو فحذفوا وجعلوا التاء كأنها عوض من المحذوف فقالوا: طاغوت. وإنما جاز فيه التذكير والتأنيث؛ لأن العرب تسمي الكاهن والكاهنة طاغوتا. وفي ديوان الأدب: تاؤه غير أصلية. وسئل الشارع فيما رواه جابر عنه، عن الطواغيت التي كانوا يتحاكمون إليها فقال: كانت في جهينة واحد، وفي أسلم واحد، وفي كل حي واحد (١). وقيل الطاغوت: الشيطان.

وقيل: كل معبود من حجرٍ أو غيره فهو جبت وطاغوت، وفي "الغريبين" الطاغوت: الصنم، وقال الجوهري: هو كل رأس في الضلال (٢) وفي العبث، هو الشيطان أو ما زين لهم أن يعبدوه (٣).

وقيل: إنه الساحر. وقيل: الكاهن. وقيل: مردة أهل الكتاب.

ثالثها:

قوله: ("وتبقى هذِه الأمة فيها منافقوها") يدل عَلَى أن المنافقين يتبعون محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لما انكشف لهم من الحقيقة رجاءً منهم أن ينتفعوا بذلك، ويلتزموا الرياء في الآخرة ما التزموه في الدنيا حتَّى تبينهم الغرة والتحجيل من أثر الوضوء عند الحوض، فيتبين حينئذ المنافق إذ لا غرة له ولا تحجيل، ويؤخذ منهم ذات الشمال في جملة من ارتد بعده - صلى الله عليه وسلم -، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقول: "سحقًا سحقًا" (٤) فظنوا أن تسترهم بالمؤمنين في الآخرة ينفعهم كما في الدنيا جهلًا منهم، فاختلطوا بهم أو حشروا معهم لما كانوا يظهرونه من


(١) سيأتي معلقًا قبل حديث (٤٥٨٣).
(٢) "الصحاح" ٦/ ٢٤١٣.
(٣) "المجموع المغيث" ٢/ ٣٥٧.
(٤) سيأتي برقم (٦٥٨٤ - ٦٥٨٥).