للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومالك تشهد عمر في "الموطأ" (١)، وخالف عمر فيه ابنه كما قَالَ ابن حزم (٢). وأبو حنيفة: تشهد ابن مسعود، وأكثر المحدثين وأحمد (٣)، وقد بسطت ذَلِكَ في الكتاب المذكور فراجعه منه، والرواية السالفة: فلما قبض قلنا: السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم -. يدل على أن الخطاب خاص بزمنه.

وروى أبو موسى المديني في "ترغيبه وترهيبه" من حديث سعد بن إسحاق بن كعب قَالَ: كانت الصحابة يقولون إِذَا سلموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. فقال - عليه السلام -: "هذا السلام علي وأنا حي، فإذا مت فقولوا: السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - ورحمة الله وبركاته" (٤) (٥).


(١) "الموطأ" ص ٧٧ كتاب: الصلاة، باب: التشهد في الصلاة، من طريق عبد الرحمن بن عبد القاري أنه سمع عمر بن الخطاب، وهو على المنبر، وهو يعلم الناس التشهد يقول: قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(٢) "المحلى" ٣/ ٢٧٠.
(٣) انظر: "مختصر اختلاف العلماء" ١/ ٢١٤، "المبسوط" ١/ ٢٧، "المغني" ٢/ ٢٢٠، "الممتع" ١/ ٤٤٥.
(٤) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٢/ ٢٠٣ عن ابن جريج أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي - صلى الله عليه وسلم - حي: "السلام عليك أيها النبي" فلما مات قالوا: "السلام على النبي"، وقال ابن حجر في "الفتح" ٢/ ٣١٤: هذا إسناد صحيح.
(٥) قال ابن رجب رحمه الله: وقد اختار بعضهم أن يقال بعد زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -: "السلام على النبي"، وقد ذكر البخاري في موضع آخر من كتابه أنهم كانوا يسلمون على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته في التشهد كذلك، وهو رواية عن ابن عمر وعائشة. "فتح الباري"٧/ ٨٣١.