للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فإن قُلْت: كيف استعاذ من الدجال وقد ثبت أن الدجال إِذَا رأى المسيح - عليه السلام - يذوب، فكيف نبينا؟

قُلْتُ: أراد تعليمنا، أو أنه تعوذ منه لأمته، أو أنه معصوم ويظهر الاستعاذة.

وأما قوله: (كثيرًا). فهو بالثاء المثلثة، وفي مسلم بالباء الموحدة وينبغي جمعهما كما قاله النووي أو يقول: ذا مرة وذا أخرى (١).

فإن قُلْتَ: المغفرة لا تكون إلا من عند الله، فكيف قَالَ: مغفرة من عندك؟

قُلْتُ: المعنى: هب لي الغفران بفضلك وإن لم أكن أهلا له بعملي، وقد أوضحت الكلام عَلَى هذا الحديث في "شرحي للعمدة" (٢) فراجعه منه تجد نفائس، وكذا عَلَى حديث أبي هريرة وهو في معنى حديث عائشة الذي في "العمدة".

ومعنى: "يتخير من الدعاء أعجبه" ما يجوز الدعاء به، كما قَالَ الداودي.

تنبيه: هذا حكم التشهد الأخير، فأما الأول فلا دعاء فيه؛ لثباته عَلَى التخفيف، وعن مالك كذلك، وروى عنه ابن نافع: لابأس أن (يُدعى) (٣) بعده (٤).


= قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" ٢/ ٣٧٥ (٢٧٨٤)، والحافظ في "الفتح" ٥/ ٥٤، وفي "مختصر الترغيب والترهيب" (١٧٠): إسناده حسن. وقال البوصيري في "الزوائد" (٧٩٩): إسناده صحيح. وصححه الألباني في "الصحيحة" (١٠٠٠).
(١) "الأذكار" ص ١٢٩ عقب الحديث رقم (١٨٠).
(٢) "الإعلام" ٣/ ٥٠٦.
(٣) كذا بالأصول، وفي "النوادر الزيادات": يدعو ولعله الصواب.
(٤) انظر: "النوادر والزيادات" ١/ ١٨٨، "المنتقى" ١/ ١٩٨.