للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فإذا قضى صلاته زال منه، وفيه ضرب من الرياء فإنه يجب أن يعلم الناس أنه الإمام. ذكره ابن التين. وكان علي إِذَا صلى استقبل القوم بوجهه (١)، وكان النخعي إِذَا سلم انحرف واستقبل القوم (٢)، وفي طريقه الآخر إباحة الكلام في العلم وغيره، وكان يسألهم عن الرؤيا لما كانوا عليه من الصلاح والصدق فيحصل به الاطلاع عَلَى المغيبات، وفيه: اهتمام بالرؤيا والتشوق إلى فوائدها، وأن تعبيرها إنما يكون عَلَى ذي ود.

ولنتكلم عَلَى ألفاظ وقعت في هذِه الرؤيا المطولة؛ لتخف علينا المؤنة عند الوصول إلى موضعها -إن شاء الله وقدره- ومسارعة إلى الخيرات.

فقوله: "من رأى منكم الليلة رؤيا؟ " كذا هنا، وفي مسلم "البارحة" بدل "الليلة" (٣) والمراد به: الليلة الذاهبة، اسم فاعل من برح الشيء إِذَا ذهب، ومنه قولهم: برح الخفاء، أي: ذهب، وإذا دخل حرف النفي عَلَى (برح) صار من أخوات (كان) التي ترفع الاسم وتنصب الخبر، وصوب ابن الجوزي ما في البخاري، وذاك من تغيير الرواة للرواية بالمعنى، وغلط من سوى بينهما.

قَالَ أبو منصور اللغوي: من الغلط أن تقول فيما بين صلاة الفجر إلى الظهر: فعلت البارحة كذا، والصواب أن تقول: فعلت الليلة كذا، إلى الظهر، وتقول بعد ذَلِكَ: فعلت البارحة إلى آخر اليوم.

قُلْتُ: لعله من باب المجاز، والحقيقة ما ذكر.


(١) رواه ابن أبي شيبة ١/ ٢٦٩ (٣٠٩٤).
(٢) رواه عنه ابن أبي شيبة ١/ ٢٦٩ (٣٠٩٢).
(٣) "صحيح مسلم" (٢٢٧٥).