للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

استعمالا، والواحد أرمل وأرملة، وهو من مات زوجه، وسواء كانا غنيين أو فقيرين (١).

وقوله: (كان إذا قحطوا) قَحَط -بفتح القاف والحاء، وبضم القاف مع كسر الحاء -أي: أبطأ عنهم الغيث.

وقوله: (حَتَّى يجيش كل ميزاب)، هو بالجيم، جاش البحر إذا هاج، وجاشت القدر جيشانًا إذا غلت، وجاش الوادي والشيء إذا ملئ وتحرك، فكأنه استعار ذلك للميزاب لتحرك الماء فيه عند كثرة المطر وانصبابه، وقيل: يُروى بالجيم والحاء، كذا رأيته بخط الدمياطي.

وفيه: أن أبا طالب كان يعرف نبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُبعَث، بما أخبره مخبر، أو بما وصى به عبد المطلب بما سمع عبد المطلب من سيف بن ذي يزن. واستسقاء عمر بالعباس فللرحم التي كانت بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأراد عمر أن يصلها بمراعاة حقه ويتوصل إلى من أمر بصلة الأرحام، بما وصلوه من رحم العباس، وأن يكون ذلك السبب إلى رحمة الله.

وذكر الماوردي في "الأحكام السلطانية" عن أنس، أن أعرابيًا رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، لقد أتيناك وما لنا بعير يئط، ولا صبي يغط، ثم أنشده:

أتيناك والعذراء يُدمى لبانها … وقد شغلت أم الصبي عن الطفل

وألقى بكفيه الصبي استكانة … من الجوع ضعفًا ما يمر وما يحلى

ولا شيء بما يأكل الناس عندنا … سوى الحنظل العامي (٢) والعلهز الغسل


(١) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٢٦٦.
(٢) في الأصل: العاهي، والمثبت هو الصواب كما في مصادر التخريج، والحنظل العامي: الذي له عام.