للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

استقبل القبلة في دعائه على المنبر، وإن جاء في حديث غيره (١)، وفي رواية: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه حذاء وجهه (٢)،

وفيه: الاجتزاءُ بالدعاء عن الصلاة.

وقوله: "اللهم اسقنا" كرره ثلاثًا؛ لأن تثليثَ الدعاء مستحبٌ.

وسَلْع -بفتح السين المهملة وسكون اللام-: جبل بقرب المدينة (٣)، ووقع لبعضهم فتح اللام، ولبعضهم بغين معجمة، وكله خطأ كما قَالَ صاحب "المطالع". ومراد أنس بذلك الإخبار عن معجزة هذا النبي العظيم، وعظيم قَدرِهِ عند ربه، بإنزال المطر حالًا، واستمراره سبعة أيام متوالية من غير تقدم سحاب، ولا قزع، ولا سبب آخر لا ظاهر ولا باطن، وهذا معنى قوله: (وما بيننا وبين سلع من بيت). وفي رواية: من دار، أي: نحن مشاهدون له من السماء، وليس هناك سبب للمطر أصلًا، وشبه السحابة بالترس؛ لكثافتها واستدارتها.

وقوله: ثم أمطرت كذا هو بالألف، وفي مسلم: أمطرنا (٤) وهو صحيح، ودليل لمذهب الأكثرين المختار أنه يقال: مطرت وأمطرت لغتان في المطر رباعيًا وثلاثيًا بمعنى واحد، وقيل: لا: يقال أمطرت بالألف إلا في العذاب؛ لقوله: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ} [الشعراء: ١٧٣]،


(١) الحديث السابق.
(٢) رواها أبو داود (١١٧٥) كتاب: الصلاة، باب: رفع اليدين في الاستسقاء، والنسائي ٣/ ١٥٩ كتاب: الاستسقاء، باب: كيف يرفع؟ وفي "السنن الكبرى" ١/ ٥٥٧ (١٨١٨) كتاب: الاستسقاء، باب: كيف يرفع؟
(٣) انظر: "معجم ما استعجم" ٣/ ٧٤٦. و"معجم البلدان" ٣/ ٢٣٧.
(٤) كذا عزى هذِه الرواية إلى "صحيح مسلم" ابن حجر في "الفتح" ٢/ ٥٠٤.
حيث قال: ولمسلم في رواية ثابت: فأمطرنا حتى رأيت الرجل تهمه نفسه أن يأتي أهله. وكذا العيني في "عمدة القاري" ٦/ ٢٢.