للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأورد المزي الحديث من طريق ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جهر في صلاة الكسوف بقراءته. قَالَ الزهري: وأخبرني كثير فذكره إلى قوله: وأربع سجدات. ثم عزاه إلى البخاري ومسلم عن محمد بن مهران قَالَ: إلا أن البخاري لم يذكر حديث كثير بن العباس (١).

وذكر في ترجمة كثير علامة البخاري ومسلم، وذكر أنه روى عنه الزهري. وذكر عن مصعب أنه كان فقيهًا فاضلًا لا عقب له، وأمه أم ولد، وذكره يعقوب بن شيبة في الطبقة الأولى من أهل المدينة ممن وُلد في عهده - صلى الله عليه وسلم -. وكان يقال له: أعبد الناس، ثقة، مات بالمدينة أيام عبد الملك بن مروان، ثم ساق حديثه عن ابن عباس، وقال: أخرجوه من طرق عن الزهري، واضطرب فيه خلف والحميدي، وقال: ليس لكثير عن أخيه في الصحيح غيره (٢). وذكر الدارقطني واللالكائي كثير بن عباس في أفراد مسلم. وأغرب السفاقسي فقال: ضبط في بعض الكتب عياش بالشين المعجمة، وبعضها بالسين غير معجمة، وهو الذي رويناه. وولد عباس عشرة، أشهرهم عبد الله.

وقوله: (فخرج إلى المسجد) فيه فعلها في المسجد دون الصحراء، ولعله خوف الفوت والانجلاء. قَالَ القدوري: كان أبو حنيفة يرى صلاة الكسوف في المسجد، والأفضل في الجامع.

وفي شرح الطحاوي: صلاة الكسوف في المسجد الجامع أو في مصلى العيد (٣)، وعند مالك: تصلى فيه دون الصحراء. وقال ابن


(١) "تهذيب الكمال" ١٧/ ٤٦٢ (٣٩٨١).
(٢) انظر: "تهذيب الكمال" ٢٤/ ١٣١ - ١٣٣ (٤٩٤٧).
(٣) انظر: "بدائع الصنائع" ١/ ٢٨١، "البناية" ٣/ ١٥٩.