للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقَالَ: ما اشتريت منذ ولدت من أحد بدرهم، ولا بعت أحدًا شيئًا.

فسئل عن الكاغد والحبر فقال: كنت آمر إنسانًا يشتري لي (١).

وقال: ما أتيت شيئًا بغير علم (٢).

وقال: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح (٣). وأقوال الأئمة في تفضيله، وتعظيمه، وتفرده بهذا الشأن مشهورة، وقد ذكرت جملة منها في "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" (٤).

فائدة يتعين عليك حفظها: قَدْ علمت أن البخاري مات سنة ست وخمسين ومائتين، ومات مسلم بنيسابور سنة إحدى وستين ومائتين، ومات أبو داود بالبصرة سنة خمس وسبعين ومائتين، ومات الترمذي بها سنة تسع وسبعين ومائتين، ومات النسائي بمكة سنة ثلاث وثلاثمائة.

فائدة ثانية:

قَدْ أسلفت أن البخاري -رحمه الله- أمير المؤمنين في الحديث (٥)،


(١) رواه الخطيب ٢/ ١١، والفراء ٢/ ٢٥٤.
(٢) رواه الخطيب ٢/ ١٤، والمزي ٢٤/ ٤٤٨.
(٣) رواه الخطيب ٢/ ٢٥، والفراء ٢/ ٢٥٢، والمزي ٢٤/ ٤٦١.
(٤) "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ١/ ١١٨ - ١٢٥.
(٥) أمير المؤمنين في الحديث هو: من تبحر في علمي الحديث رواية ودراية، وأحاط علمه بجميع الأحاديث ورواتها جرحًا وتعديلًا، وبلغ في حفظ كل ذلك الغاية، ووصل في فهمه النهاية، وجرب في كل ذلك فلم يأخذ عليه آخذ، وإنما حاز قصب السبق في كل ذلك، وفاق حفظًا وإتقانًا وتعمقًا في علم الحديث وعلله كل من سبقه حتى صار مرجعًا لمن يأتي بعده، فهو من أرفع ألقاب المحدثين وأعلاها، وهو أعلى مرتبة من الحاكم فليس فوقه مكان لمستزيد. قال السيوطي في "ألفيته" ص ١٥٨:
وبأمير المؤمنين لقبوا … أئمة الحديث قدمًا نسبوا
وإنما سمي بأمير المؤمنين في الحديث؛ لأنه خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أداء السنن =