للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لهب (١)، فنزلت السورة. وقال: هذا إسناد صحيح، إلا أني وجدت له علة فذكرها (٢). وفي "تفسير سنيد بن داود" أن قائل ذلك عائشة، وفيه نظر؛ لأن السورة مكية بالاتفاق.

وزعم أبو عبد الله محمد بن علي بن عسكر أن قائلة ذلك أحد عماته.

وروى ابن جرير عن جندب بن عبد الله قَالَ: امرأة من أهله، أو من قومه وُدع محمد (٣). ولابن إسحاق أن المشركين سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخضر، وذي القرنين، والروح، فوعدهم بالجواب إلى غدٍ، ولم يستثنِ، فأبطأ عليه جبريل اثنتي عشرة ليلة، وقيل أكثر من ذلك، فقال المشركون: ودعه ربه، فنزل جبريل بالضحى، وقوله: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا} (٤) [الكهف: ٢٣ - ٢٤].

ومعنى {وَالضُّحَى (١)} أي: ورب الضحى. وقيل: إنه يقسم بما شاء من خلقه.

و {سَجَى} [الضحى: ٢] سكن، أو استوى، أو جاء، أو غطى كل شيء، أو أظلم، أو ذهب؛ أقوال، يقال: سجى يسجو إذا سكن، وإنما يسكن إذا غطيت ظلمته.

({وَدَّعَكَ}) [الضحى: ٣] من التوديع، ولا تستعمل ودعك إلا في قليل من الكلام، ومن قرأ بتشديد الدال يقول: ما هو آخر عهدك بالوحي. ومن خفف يقول: ما تركك؛ والمعنى واحد.


(١) ورد بهامش الأصل: من خط الشيخ: وهي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان واسمها العوراء.
(٢) "المستدرك" ٢/ ٥٢٦ - ٥٢٧.
(٣) "تفسير الطبري" ١٢/ ٦٢٣ (٣٧٥٠٣).
(٤) "سيرة ابن هشام" ١/ ٣٢١ - ٣٢٢.