للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحديث، روى ابن أبي ذئب والأوزاعي، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة بالوتر يسلم بين كل ركعتين (١).

فإن قلت: إذا كان يفصل بالسلام فما الحكمة في الجمع؟

قلتُ: لينبه على أن صفتهما وطولهما من جنس واحد وأن الآخر بعدها ليست من جنسها وإن كانت أخذت من الحسن والطول حظها.

وقيل في قولها: (يُصَلِّي أَرْبَعًا ثُمَّ أَرْبَعًا ثُمَّ ثَلَاثًا). أي: أنه كان ينام بينهن.

وروي نحوه عن ابن عباس، وفيه دلالة على جواز فعل ذلك، بل هو عند أبي حنيفة: أفضل التطوع أن يصلي أربعًا بتسليمة (٢). واحتج من قَالَ ذلك بحديث الليث، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى، عن أم سلمة أنها وصفت صلاته - صلى الله عليه وسلم - بالليل وقراءته فقالت: كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام ثم ينام قدر ما صلى، ثم يقوم فيوتر (٣).


(١) رواه النسائي في "السنن الكبرى" ١/ ٥١٢ (١٦٤٩).
(٢) انظر: "بدائع الصنائع" ١/ ٢٩٤، "تبيين الحقائق" ١/ ١٧٢.
(٣) رواه أبو داود (١٤٦٦) باب: استحباب الترتيل في القراءة، والترمذي (٢٩٢٣) باب: ما جاء كيف كان قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ والنسائي في "المجتبى" ٢/ ١٨١، ٣/ ٢١٤، وأحمد في "مسنده" ٦/ ٢٩٤، و ٦/ ٣٠٠. وابن خزيمة في "صحيحه" ٢/ ١٨٨ (١١٥٨) باب: الترتل بالقراءة في صلاة الليل. والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ٢٠١، وفي "شرح مشكل الآثار" كما في "تحفة الأخيار" ٨/ ١٩٨ (٥٨٤٧). وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" ٣/ ١٤١ (٥٥٤) نعت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والحاكم في "المستدرك" ١/ ٣٠٩، ٣١٠ كتاب: صلاة التطوع.
كلهم من طريق الليث عن عبد الله بن عبيد الله ابن أبي مليكة عن يعلى أنه سأل أم سلمة. الحديث.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن بملك عن أم سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُقطِّع =