للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"دفَّ نعليك" بالفاء المشددة. أي: تحريك نعليك كما هو في بعض نسخ البخاري، والدف: الحركة الخفيفة. -وهو بفتح الدال المهملة- وحكى أبو موسى المديني في "مغيثه" إعجامها. قَالَ صاحب "العين": دف الطائر؛ إذا حرك جناحيه، ورجلاه في الأرض (١). وقال ابن التين: دوي نعلك: حفيفهما، وما يسمع من صوتهما، والدف: السير السريع. وفي رواية ابن السكن: "دوي نعليك" -بضم الدال المهملة- وهو الصوت، وعند الإسماعيلي: "حفيف نعليك". وللحاكم: "خشخشتك أمامي" (٢).

وقوله: ("بين يدي في الجنة") أي: أنه رأه بموضع بين يديه، كأن بلالًا تقدمه.

وفي الحديث دليل على أن الله تعالى يعظم المجازاة على ما يسر به العبد بينه وبين ربه مما لا يطلع عليه أحد. وقد استحب ذلك العلماء -أعني: أعمال البر- ليدخرها، ومن ذلك ما وقع لبلال، فإنه لم يعلم به الشارع حَتَّى أخبره.

وفيه: فضيلة الوضوء والصلاة عقبها؛ لئلا يبقى الوضوء خاليًا عن مقصوده، وإنما فعل ذلك بلال؛ لأنه علم أن الصلاة أفضل الأعمال بعد الإيمان كما سلف، فلازم.

وقوله: (لم أتطهر طهورًا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت). قد يستدل به من يرى أن كل صلاة لها سبب تصلى، وإن كان وقت الكراهة، والطهور هنا يحتمل الأمرين: الغسل والوضوء.


(١) "العين" ٨/ ١١.
(٢) "المستدرك" ١/ ٣١٣ كتاب: صلاة التطوع، وفي ٣/ ٢٨٥ كتاب: معرفة الصحابة.