للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: "تبكين" وفي موضع آخر: "لم تبكي؟ " أو "لا تبكي" (١). قال القرطبي: كذا صحت الرواية بلم التي للاستفهام (٢). وفي مسلم: "تبكي" (٣) بغير نون؛ لأنه استفهام لمخاطب عن فعل غائبة.

قال القرطبي (٤): ولو خاطبها بالاستفهام خطاب الحاضرة قال: لم تبكين؟ بالنون. وفي رواية: "تبكيه أو لا تبكيه" (٥) وهو إخبار عن غائبة، ولو كان خطاب المحاضرة لقال: تبكينه أو لا تبكينه بنون فعل للواحدة الحاضرة.

ومعنى هذا أن عبد الله مكرم عند الملائكة وإظلاله بأجنحتها؛ لاجتماعهم عليه ومبادرتهم بصعود روحه مبشرة بما أعد الله له من الكرامة (٦).

أو أنهم أظلوه من الحر لئلا يتغير، أو لأنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله.

وروى بقي بن مخلد عن جابر: لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ألا أبشرك أن الله أحيا أباك وكلمه كفاحًا، وما كلم أحدًا قط، إلا من وراء حجاب" الحديث (٧) وفيه منقبة ظاهرة له لم تسمع لغيره من الشهداء، في دار الدنيا.


(١) سيأتي برقم (١٢٩٣، ٢٨١٦).
(٢) "المفهم" ٦/ ٣٨٧.
(٣) (٢٤٧١/ ١٢٩).
(٤) "المفهم" ٦/ ٣٨٨.
(٥) هذِه الرواية عند مسلم (٢٤٧١/ ١٣٠).
(٦) انتهى كلام القرطبي.
(٧) رواه بقي بن مخلد كما في "الاستيعاب" ٣/ ٨٤ - ٨٥.
ورواه أيضًا الترمذي (٣٠١٠)، وابن ماجه (١٩٠، ٢٨٠٠)، وابن حبان ١٥/ ٤٩٠ - ٤٩١ (٧٠٢٢)، والحاكم ٣/ ٢٠٣ - ٢٠٤، والبيهقي في "الدلائل" ٣/ ٢٩٨ - ٢٩٩، والواحدي في "أسباب النزول" (٢٦٣)، ومن طريقه ابن الأثير في "الأسد" ٣/ ٣٤٧، والمزي في "تهذيب الكمال" ١٣/ ٣٩٤ جميعًا من طريق موسى =