للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وألحد: أجود من لحد، وكذلك فُعِل بسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أفضل من الشق إن صَلُبت الأرض.

وقوله: (فَكُفِّنَ أَبِي وَعَمِّي فِي نَمِرَةِ) سماه عمًّا؛ تعظيمًا له وتكريمًا؛ لأنه عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام، وعبد الله أبو جابر: هو ابن عمرو بن حرام، فهو ابن عمه وزوج أخته هند بنت عمرو. روى القعنبي عن مالك بن أنس أن عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجموح كفنا في كفنٍ واحد، وقُبِرا في قبرٍ واحد.

وحكى غيره أن السيل كان قد ضرب قبرهما فحفر عنهما؛ ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس. وكان أحدهما قد جرح ووضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت وكان بين يوم أحد ويوم حفر عنهما ستة وأربعون سنة، ذكر ذلك ابن سعد (١).

والنَمِرة: كساء من شعر له هدب.

وقوله: (عن الزهري عن جابر)، وقوله ثانيًا عن الزهري: (حَدَّثَني من سمع جابرًا). يدل أن الأول ليس بجيد لا جرم. قَالَ ابن التين: إنه ليس بصحيح، ليس للزهري سماع من جابر؛ لأن جابرًا توفي سنة ثمان وثمانين، وفي "الكاشف": سنة ثمان وسبعين (٢). ووالده كان أحد النقباء (٣).


(١) "الطبقات الكبرى" ٣/ ٥٦٢ - ٥٦٣.
(٢) "الكاشف" ١/ ٢٨٧ (٧٣٣).
(٣) بهامش الأصل بخط سبط: قال النووي في "التهذيب": توفي جابر سنة ٧٣ وقيل ٧٨ وقيل ٦٨ انتهى. وفي "مراسيل العلائي": روى عن جا بر وذلك مرسل. [قلت: انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" ١/ ١٤٢ - ١٤٣ (١٠٠) ترجمة جابر بن عبد الله، "جامع التحصيل" ص ٢٦٩ ترجمة الزهري].

<<  <  ج: ص:  >  >>