للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحسن الأمر إليه، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولعل الله أن يُصْلِحَ به بين فئتينِ عظيمتين مِنَ المسلمين" (١).

وبيعة سائر الصحابة لمعاوية بحضرة بقية أهل بدر من قريش، ومن أنفق من قبل الفتح وقاتل. وبيعة ابن عمر ليزيد، وقوله لبنيه: لئن نكث أحدكم بيعته إلا كانت الفيصل بيني وبينه (٢)، وبيعته لعبد الملك. وأما قوله حين قَالَ معاوية: من أحق بهذا الأمر منا؟ أنه همَّ أن يقول له أحق بذلك من أدخلك فيه كرهًا (٣). يريد لو كان الفضل لكان ثَمَّ من هو أفضل منه، وبعضهم لا يرى أن يلي أحد بحضرة من هو أفضل منه، والأول أصح؛ لما فيه من الطعن على من سلف.

وفيه: التعزية لمن يحضره الموت، بما يذكر من صالح عمله، والمهاجرون الأولون الذين صلوا إلى القبلتين وأنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا.

وقوله: {تبوءوا الدار}. يعني: المدينة، قدمها عمرو بن عامر حين رأى بسد مأرب ما دله على فساده، فاتخذ المدينة وطنًا، لما أراد الله منب كرامة الأنصار لنصرة نبيه وبالإسلام.

وقوله: {وَالإِيمَانَ}. قَالَ محمد بن الحسن: الإيمان: اسم من أسماء المدينة (٤)، فإن لم يكن كذلك فيحتمل أن يريد: تبوءوا الدار، وأجابوا


(١) سيأتي برقم (٢٧٠٤) كتاب: الصلح، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي.
(٢) سيأتي برقم (٧١١١) كتاب: الفتن، باب: إذا قال عند قوم شيئًا، ثم خرج فقال بخلافه.
(٣) سيأتي برقم (٤١٠٨) كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق.
(٤) ذكره ابن حجر في "الفتح" ٧/ ١١٠ وقال: زعم محمد بن الحسين بن زبالة أن الإيمان اسم من أسماء المدينة، واحتج بالآية، ولا حجة له فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>