للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر أبو عبيدة صحيح، وقال الأحول: سميت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -. وقد روي أن أيلة: هي القرية التي كانت حاضرة البحر (١).

وقوله: وكساه بُردًا: يريد أنه - صلى الله عليه وسلم - كسا طاغيتهم بردًا.

وقوله: وكتب لهم ببحرهم، وفي نسخة: ببحيرهم أمنهم يريد أهل البحر. وقال الخطابي بحرتهم: أرضهم وبلدهم (٢).

وقوله: قال للمرأة: "كم جاء حديقتك" قالت: عشرة أوسق.

فيه: تصديق المرأة، وأنها مؤمنة، ذكره الداودي. ويحتمل كما قال ابن التين أن يكون إنما صدقها لتوافق خرصه.

وقد اختلف إذا زاد أو نقص على ما خرصه، فثلاثة أقوال عند المالكية. قال ابن نافع: تؤدى الزيادة، خرصه عالم أو غيره، ويرد في النقص إلى ما ظهر. وهذا هو القياس؛ لأن الزكاة في أوسق معلومة، وخطأ الخارص لا يوجب أن يكون حكمًا. وقيل: إن خرصه عالم فلا شيء عليه في الزيادة، وإن خرصه غير عالم زكى الزيادة. والذي في "المدونة" أنه إذا خرص عليه أربعة فجدَّ خمسة أحب أن يؤدى زكاتها (٣).

وفيه: تدريب الإمام أصحابه، وتعليمهم أمور الدنيا، كما يعلمهم أمور الآخرة؛ لأنه قال لهم: "اخرصوا" وقوله: "إني متعجل إلى المدينة فمن أراد منكم أن يتعجل معي فليتعجل" إنما أذن لهم؛ لئلا يستأثر دونهم بذلك، وأذن لمن شاء؛ لأنه لا يمكن لجميعهم التعجيل.

وقوله: "هذه طابة" هو اسم من أسمائها، ويقال: طيبة ومعناه:


(١) انظر: "معجم ما استعجم" ١/ ٢١٧، "معجم البلدان" ١/ ٢٩٢ - ٢٩٣.
(٢) "أعلام الحديث" ٢/ ٨١٢.
(٣) انظر: "المدونة" ١/ ٢٨٤، "النوادر والزيادات" ٢/ ٢٦٧، "المنتقى" ٢/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>