للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورجالًا، فهذِه ستة أوجه في جمع راجل، إلا أن ما روي عن مجاهد غير معروف، قال ابن عباس فيما ذكره ابن المنذر في الآية: هم المشاة والركبان على كل ضامر من الإبل. وروى محمد بن كعب، عن ابن عباس قال: ما فاتني من شيء أشد علي إلا أن أكون حججت ماشيًا؛ لأن الله تعالى يقول: {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} أي: ركبانًا، فبدأ بالرجال قبل الركبان (١).

وذكر إسماعيل بن إسحاق، عن مجاهد قال: أهبط آدم بالهند فحج على قدميه البيت أربعين حجة. وعن ابن أبي نجيح، عن مجاهد أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام حجا ماشيين (٢)، وحج الحسن بن علي خمسة وعشرين حجة ماشيًا، وإن النجائب لتقاد بين يديه (٣).

وفعله ابن جريج والثوري، وحج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راكبًا، وكذلك حديث ابن عمر وجابر في هذا الباب، وذلك كله مباح لكن الأظهر عندنا أن الركوب أفضل وفاقًا لمالك للاتباع ولفضل النفقة؛ فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله سبعمائة ضعف، كما أخرجه أحمد من حديث بريدة (٤).

وقال المروذي: قرئ على أبي عبد الله، ثنا وكيع، ثنا فضيل -يعني: ابن عياض- عن ليث عن طاوس قال: حج الأبرار على الرحال (٥).


(١) ذكره ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٨/ ٢٤٨٨ (١٣٨٨٥)، ورواه الخطيب في "تاريخه" ٧٤/ ٤٠٤ - ٤٠٥.
(٢) رواه ابن أبي شيبة ٣/ ٤٢٢ (١٥٧٥٤).
(٣) رواه الحاكم في "المستدرك" ٣/ ١٦٩، وذكره البيهقي ٤/ ٣٣١.
(٤) "مسند أحمد" ٥/ ٣٥٤ - ٣٥٥.
(٥) رواه ابن أبي شيبة ٣/ ٤٢٧ (١٥٧٩٩)، وأحمد في "الزهد" ص ٤٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>