للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال إبراهيم لجبريل: أها هنا أمرت أن أضعهما؟ قال: نعم، فعمد بهما إلى موضع الحجر فأنزلهما فيه، وأمر هاجر أن تتخذ فيه عريشًا (١).

قال ابن إسحاق: ويزعمون -والله أعلم- أن ملكًا من الملائكة أتى هاجر قبل أن يرفع إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت فأشار لهما إلى البيت، وهو ربوة حمراء، فقال لهما: هذا أول بيت وضع في الأرض، وهو بيت الله العتيق، واعلمي أن إبراهيم وإسماعيل يرفعانه (٢).

قال مجاهد: خلق الله موضع البيت قبل أن يخلق شيئًا من الأرض بألفي سنة، وأركانه في الأرض السابعة (٣). وقال كعب: كان البيت غثاءً على الماء قبل أن تخلق الأرض بأربعين سنة (٤).

وعن عليٍّ أن إبراهيم أقبل من أرمينية ومعه السكينة تدله حتى تبوأ البيت، كما تبوأ العنكبوت بيتًا، فرفعت من أحجار يطيقه أولًا يطيقه ثلاثون رجلًا، قيل لابن المسيب رواية عنه: فإن الله تعالى يقول: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ} [البقرة: ١٢٧] قال: كان ذلك بعد (٥).


(١) رواه الأزرقي في "أخبار مكة" ١/ ٥٤، ورواه الطبري في "تفسيره" ١/ ٥٩٧ - ٥٩٨ (٢٠٥٠)، وفي "تاريخه" ١/ ١٥٣ - ١٥٤.
(٢) رواه عنه الأزرقي في "أخبار مكة" ١/ ٥٦.
(٣) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٥/ ٩٤ - ٩٥ (٩٠٩٧) كتاب: الحج، باب: بنيان الكعبة، والأزرقي في "تاريخ مكة" ١/ ٣٢، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٢٣٦ إلى عبد الرزاق والأزرقي والجندي.
(٤) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٥/ ١٩٥ (٩٠٩٨) كتاب: الحج، باب: بنيان الكعبة، والأزرقي في "أخبار مكة" ١/ ٣١.
(٥) رواه الطبري ١/ ٥٩٧ (٢٠٥٢)، وابن أبي حاتم ١/ ٢٣٢ (١٢٣٦)، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٢٦٧ كتاب: التفسير، وابن عبد البر في "التمهيد" ١٠/ ٣٢ - ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>