للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله بن ربيعة، عن عائشة: أنه - عليه السلام - قال لها: "وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها؟ " قالت: لا. قال: "تعززًا؛ لئلَّا يدخلها إلَّا من أرادوا، وكان الرجل إذا كرهو اأن يدخلها يدعوه حتى يرتقي، حتى إذا كاد أن يدخلها دفعوه فسقط" (١).

وفيه: أن الناس غير محجوبين عن البيت، متى شاءوا دخلوه، ولكنه تركه على ما كان وسلم مفتاحه لبني عبد الدار، وقال: "خذوها خالدة تالدة" (٢)، فأمَّا ما يأخذه حُجَّابه من جُعْلٍ على فتح بابه ورؤية الحجر الذي قام عليه إبراهيم ونحوه، فليس بسائغ، وإنما أجرهم في تحصينه وتجميره، وتطييبه، وقد روي في قوله تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: ٤١] أنه للكعبة (٣) والجمهور أنه ذكر للتبرك.

الحديث الرابع: حديثها أيضًا، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على أساس إبراهيم، فإن قريشًا استقصرت بناءه وجعلت له خلفا" وقال أبو معاوية: ثنا هشام: خلفًا يعني: بابًا.


(١) "المصنف" ٥/ ١٢٧ - ١٢٨ (٩١٥٠) في الحج، باب: الحجر وبعضه من الكعبة.
(٢) رواه الطبراني ١١/ ١٢٠ (١١٢٣٤)، وفي "الأوسط" ١/ ١٥٥ - ١٥٦ (٤٨٨)، وابن عدي في "الكامل" ٥/ ٢٢٤، وذكره الهيثمي في "المجمع" ٣/ ٢٨٥ وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه: عبد الله بن المؤمل، وثقه ابن حبان، وقال: يخطئ، ووثقه ابن معين في راوية، وضعفه جماعة، وقال السخاوي في "كشف الخفاء" ص ٣٧٤ (١١٩٧): رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" عن ابن عباس - رضي الله عنهما- رفعه بسند فيه: عبد الله بن المؤمل، وثقه ابن معين في رواية، وابن حبان وقال: يخطئ وضعفه آخرون اهـ.
(٣) رواه الطبراني في "تفسيره" ٦/ ٢٥٠ (١٦١١٦، ١٦١١٧) وابن أبي حاتم ٥/ ١٧٠٣ (٩٠٨٦) عن أبي العالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>