للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أهل الحرم فيترك، وغيرهم يُقتل ويُسلب (١).

وقال الفراء: قال بعض قريش: يا محمد، ما منعنا أنْ نؤمن بك ونصدقك إلا أنَّ العرب على ديننا فنخاف أن نصطلم (٢) إذا آمنا بك. فأنزل الله هذِه الآية. يعني: ألم نسكنهم حرمًا آمنا لا يخاف من دخله أن يقام عليه حدّ ولا قصاص، فكيف يخافون أن تستحل العرب قتالهم فيه؟! (٣).

وقوله: {يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ}، ذكرت {يُجْبَىَ} وإنْ كانت الثمرات مؤنثة، لأنك فرقت بينهما بالنية.

قال الشاعر:

إنَّ الذي غره منكن واحدة … بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور

قال ابن عباس: {يُجْبَى إِلَيْهِ} ثمرات الأرضين (٤).

وقد قيل: إنَّ البلدة اسم خاص بمكة، ولها أسماء كثيرة، ذكرتها في "لغات المنهاج" نحو الأربعين، فلتراجع منه.

وفيه: التصريح بتحريم الله -عز وجل- مكة والحرم، وتخصيصها بذلك من بين البلاد. وقد اعترض قوم من أهل البدع وقالوا: قد قتل خلق بالحرم والبيت من الأفاضل كعبد الله بن الزبير ومن جرى مجراه، ولا تعلق لهم بذلك؛ لأنه خرج مخرج الخبر، والمراد به الأمر بأمان من دخل البيت، وأن لا يقتل، ولم يرد الإخبار بأن كل داخل إليه آمن، وعلى مثل هذا


(١) رواه الطبري في "تفسيره" ١٠/ ٨٩ - ٩٠ (٢٧٥٣٥).
(٢) الاصطلام: الاستئصال، واصطُلم القوم: أبيدوا من أصلهم، انظر: "لسان العرب" ٤/ ٢٤٨٩.
(٣) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٠٨.
(٤) رواه الطبري ١٠/ ٩٠ (٢٧٥٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>