وفيه: الحث على ترك الأسفار غير سفر الطاعة؛ لما فيه من فوت الجماعات، والتقصير في العبادة.
وفيه: كما سلف حض أكيد وندب على سرعة رجوع المسافر إلى
أهله عند انقضاء حاجته، وقد بين - عليه السلام - المعنى في ذَلِكَ بقوله:"يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه"، وامتناع هذِه الثلاثة التي هي أركان الحياة مع ما ينضاف إليها من مشقة السفر، وتعبه، هو العذاب، الذي أشار إليه - عليه السلام - فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله؛ لكي يتعوض من ألم ما ناله من ذَلِكَ للراحة والدعة في أهله، والعرب تشبه الرجل في أهله بالأمير.
وقيل في قوله تعالى:{وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا}[المائدة: ٢٠] قال: من كان له دار وخادم فهو داخل في معنى الآية، وقد أخبر الله تعالى بلطف محل الأزواج من أزواجهن بقوله:{وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[الروم: ٢١] فقيل: المودة: الجماع، والرحمة: الولد.
فائدة:
من طُرَف ما وقع لي أن إمام الحرمين سأله بعضهم -لما جُعِل مكان والده- عن معنى قوله: ("السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ") فأجاب في الحال؛ لأن فيه فراق الأحباب، وهو من عجيب الأجوبة.