للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال مالك: من أحرم وعنده صيد فإن خلفه في أهله قبل إحرامه فلا يزول ملكه عنه كما لو نكح قبله، وبه قال أبو حنيفة والشافعي في أحد قوليه، والخلاف في ذَلِكَ مبني على تأويل الآية {صَيدُ البَرِ} [المائدة: ٩٦]. هل المراد به الاصطياد أو المصيد، وليس الصيد كالنكاح ولو كان الصيد بيده زال ملكه عنه على الأصح، ووجب عليه إرساله وإلا ضمن، وعندنا أنه إذا ورثه يزول ملكه فيرسل، ولو كان في بيته فأحرم فملكه باق، ولا يرسله على الأصح، فإن لم يرسله حَتَّى حل أرسله، خلافًا لأشهب كالخمر إذا تخلل، وقيل: بالفرق؛ لأن هذا حق لغيره بخلافه ولو أحرم وفي يده صيد وديعة لغائب لم يلزمه إطلاقه، ولو أخذه بعد إحرامه فقد أخطأ، ويجب عليه إطلاقه ويغرم قيمته لربه (١)، ذكره في كتاب محمد.

خاتمة: الصعب (٢) هو: ابن جثامة كما سلف، واسمه يزيد بن قيس بن ربيعة الكناني الليثي، نزيل ودان (٣)، وهو أخو محلم بن جثامة الذي لفظته الأرض (٤)، نزل بأخرة حمص، ومات بها في أيام ابن الزبير، أعني محلمًا.


(١) "الاستذكار" ١١/ ٢٩٣ - ٢٩٥. وانظر: "بدائع الصنائع" ٢/ ٢٠٦، "المبسوط" ٤/ ٩٤، "المنتقى" ٢/ ٢٤٦ - ٢٤٧، "المجموع" ٧/ ٣٣٠ - ٣٣١.
(٢) في هامش الأصل: توفي في خلافة أبي بكر، قاله النووي في "التهذيب".
(٣) هو الصعب بن جثامة بن قيس بن عبد الله بن يعمر، وهو الشراخ الليثي الحجازي، وسمي يعمر الشراخ؛ لأنه شرح الدماء بين بني أسد بن خزيمة، وبين خزاعة، يعني: أهدرها. انظر ترجمته في: "الاستيعاب" ٢/ ٢٩١ (١٢٤٦)، و"أسد الغابة" ٣/ ٢٠ (٢٥٠١)، و"الإصابة" ٢/ ١٨٤ (٤٠٦٥).
(٤) انظر ترجمته في: "الاستيعاب" ٤/ ٢٣ (٢٥٥٢)، و"أسد الغابة" ٥/ ٧٦ - ٧٧ (٤٦٩١)، و"الإصابة" ٣/ ٣٦٩ (٧٧٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>