للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا تلك الروضة، فصح أن قوله: "من الجنة" إنما هو لفضلها، وأن الصلاة فيها تؤدي إلى الجنة، وأن تلك الأنهار لبركتها أضيفت إلى الجنة كما تقول في اليوم الطيب: هذا من أيام الجنة. وكما قيل في

الضأن: إنها من دواب الجنة.

قلت: قد أخرجه ابن ماجه من طريق ابن عمر، والبزار من طريق جابر: "أحنوا إلى المعز فإنها من دواب الجنة" (١) ومن طريق أم هانئ في "الأوسط" نحوه، وكما قال - صلى الله عليه وسلم -: "الجنة تحت ظلال السيوف" (٢) فهذا في أرض الكفر بلا شك، وليس في هذا فضل لها على مكة، ثم لو صح

ما ادعوه لما كان الفضل إلا لتلك الروضة خاصة لا لسائر المدينة (٣)،


(١) رواه ابن ماجه (٢٣٠٦) كتاب: التجارات، باب: اتخاذ الماشية، من حديث ابن عمر مرفوعًا: "الشاة من دواب الجنة"، وقال البوصيري في "الزوائد" ص ٣١٥ (٧٦٦): هذا إسناد فيه زربي بن عبد الله بن يحيى الأزدي، وهو متفق على ضعفه، ورواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" ٢/ ١٧٤ (١١٠٢) وقال: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: زربي يروي ما لا أصل له.
وروى نحوه من حديث أبي هريرة مرفوعًا، مالك في "الموطأ" ص ٥٨٠، وأحمد ٢/ ٤٣٦، والبخاري في "الأدب المفرد" (٥٧٢)، والبزار كما في "كشف الأستار" (٤٤٤)، والطبراني في "الأوسط" ٥/ ٢٩١ (٥٣٤٦)، والبيهقي ٢/ ٤٤٩ - ٤٥٠ كتاب: الصلاة. وقال الهيثمي في "المجمع" ٢/ ٢٧: رواه البزار وفيه عبد الله بن جعفر بن نجيح وهو ضعيف، وقال أحمد بن عدي: يكتب حديثه ولا يحتج به. والحديث صححه الألباني في "الصحيحة" (١١٢٨).
(٢) سيأتي برقم (٢٨١٨) كتاب: الجهاد والسير، باب: الجنة تحت بارقة السيوف، ورواه مسلم (١٧٤٢) كتاب: الجهاد والسير، باب: كراهية تمني لقاء العدو. من حديث عبد الله بن أبي أوفى.
(٣) ورد بهامش الأصل: تنبيه: أفضل الأرض إذ فيها سيد الأولين والآخرين وقد صحح الحاكم من حديث أبي سعيد "إن المرء يدفن في التربة التي خلق منها" والأصل أن تربته أفضل الترب.

<<  <  ج: ص:  >  >>