للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أفراد مسلم من حديث عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إن فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر" (١).

ولا يبعد أن يكون من جملة بركته ما يكون في ذَلِكَ الوقت من ذكر المتسحرين وقيام النائمين وصلاة المتهجدين، فإن الغالب ممن قام يتسحر يكون منه ذكر وصلاة واستغفار، وشبهه مما يثابر عليه في رمضان، وقال عبادة: كان السحور مستحبًا ولو عَلَى ماء، وكان يقال لها أكلة بركة (٢).

واعترض ابن بطال فقال: وقول البخاري في هذِه الترجمة أنه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه واصلوا ولم يذكر سحوره غفلةً منه؛ لأنه قد صرح في باب الوصال حديث أبي سعيد أنه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لأصحابه: "أيكم أراد أن يواصل فليواصل حَتَّى السحر" (٣).

فقد ذكر هنا السحور، وهو حديث مفسر يقضي عَلَى المجمل الذي لم يذكر فيه سحور، وقد ترجم له البخاري باب الوصال إلى السحر (٤).


= في "مسنده" ٨/ ١٣٧ - ١٣٨ (٤٦٧٩) من طريق معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قربي إلينا الغداء المبارك" يعني: السحور أو ربما لم يكن إلا تمرتين. قال في "المجمع" ٣/ ١٥١: رجاله ثقات.
سادسًا: عن ابن عباس.
رواه الطبراني في "الأوسط" ١/ ١٦٠ (٥٠١)، والخطيب في "تاريخ بغداد" ١/ ٣٨٧ من طريق القاسم بن مساور الجوهري عن محمد بن إبراهيم عن سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس قال: أرسل إلى عمر بن الخطاب يدعوني إلى السحور، وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سماه الغداء المبارك.
(١) مسلم (١٠٩٦) باب: فضل السحور.
(٢) رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ٥/ ٢٢٨ (٢٧٥٨).
(٣) سيأتي برقم (١٩٦٣).
(٤) "شرح ابن بطال" ٤/ ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>