للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يذكره مرسلًا (١) فحمل الشافعي الحديث على الغيبة؛ لسقوط الأجر، وجعل نظير ذَلِكَ أن بعض الصحابة قال للمتكلم يوم الجمعة: لا جمعة لك، فقال - عليه السلام -: "صدق" ولم يأمره بالإعادة (٢)، فدل على أن ذَلِكَ محمول على إسقاط الأجر، وقال فيمن أشرك "حبط عمله" والله أعلم أنه لو ابتاع بيعًا أو زراعة أو قضى حقًا عليه، أو أعتق أو كاتب لم يحبط عمله وحبط أجر عمله.

وذهب ابن خزيمة إلى البطلان فيما ذكره الحاكم عنه وقال: إنما احتجم في السفر؛ لأنه لم يكن قط محرمًا مقيمًا ببلده، وللمسافر الفطر ولو نواه، لا كما توهم بعضهم من المنع فكذا الحجامة (٣).

وقال ابن حزم: ظن قوم أن رواية ابن عباس ناسخة لخبر: "أفطر الحاجم والمحجوم" وهو غير جيد؛ لأنه - عليه السلام - قد يحتجم وهو مسافر


(١) "الناسخ والمنسوخ" لابن شاهين ص: ٣٣٦ - ٣٣٧ (٤٠٩).
(٢) رواه ابن أبي شيبة ١/ ٤٥٩ (٥٣٠٦) كتاب: الصلوات، في الكلام إذا صعد الإمام
المنبر وخطب، من حديث جابر قال: قال سعد لرجل يوم الجمعة: لا جمعة لك،
قال: فذكر ذلك الرجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن سعدًا قال: لا جمعة لك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لم يا سعد"، فقال: إنه تكلم وأنت تخطب، فقال: "صدق صعد". وكذا رواه عبد بن حميد في "المنتخب" ٣/ ٧٣ (١١٤٠) -وهذا لفظه- والبزار كما في "كشف الأستار" (٦٤٢) وقال: لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد- وأبو يعلى في "مسنده" ٢/ ٦٦ (٧٠٨). وقال الهيثمي في "المجمع" ٢/ ١٨٥: فيه مجالد بن سعيد، وقد ضعفه الناس، ووثقه النسائي في رواية. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" ٢/ ٢٨٥ (١٥٣١): رواه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبزار وأبو يعلى كلهم من طريق مجالد، وهو ضعيف اهـ. بتصرف يسير. وقال الحافظ في "مختصر زوائد البزار" ١/ ٢٩٣ (٤٤٦) مجالد ضعيف.
وقد ضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (٤٤٣).
(٣) "المستدرك" ١/ ٤٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>