للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

اسمهم مع اسم أبيهم، وفيه من طرف الإسناد رواية تابعي عن تابعي، وهما موسى بن أبي عائشة، عن سعيد.

الوجه الثالث:

قيل: كان يتعجل به حتَّى يكتب لئلا ينسى (١)، قَالَ تعالى: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} [طه: ١١٤]،، وقال: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦)} [الأعلى: ٦]، وعن الشعبي: إنما يعجل بذكره من حبه له وحلاوته في لسانه (٢)، فنهي عن ذَلِكَ حتَّى يجتمع؛ لأن بعضه مرتبط ببعض و-بإسكان الميم مع فتح العين- قَالَ ابن قرقول (٣):

جمعه لك صدرك -بسكون الميم عند الأصيلي مع ضم العين ورفع الصدر- وعند أبي ذر: جمعه لك في صدرك. وعند النسفي: جمعه لك صدرك. وقيل: تحفظه وتقرأه. وقيل: {وقرآنه}: تأليفه (٤).

الوجه الرابع: في فوائده:

الأولى: هذا الحديث حصل في إسناده نوع من علوم الحديث وهو


(١) رواه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٣٣٩ - ٣٤٠ عن جماعة، منهم: ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وقتادة.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٣٣٩ (٣٥٦٢١).
(٣) هو الإمام العلامة، أبو إسحاق، إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن باديس بن القائد، المعروت بابن قرقول، كان رحالًا في العلم نقالًا فقيهًا، نظارًا أديبًا نحويًّا، عارفًا بالحديث ورجاله، بديع الكتابة، وكان من أوعية العلم، له كتاب "المطالع على الصحيح" غزير الفوائد، توفي في شعبان سنة تسع وستين وخمسمائة، وله أربع وستون سنة.
انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" ١/ ٦٢، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٥٢٠، "الوافي بالوفيات" ٦/ ١٧١، "شذرات الذهب" ٤/ ٢٣١.
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٣٤٠ (٣٥٦٣٢، ٣٥٦٣٣) عن قتادة.