للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأعله ابن القطان بأحمد هذا، وقال: يروي أباطيل (١)، وقال ابن الحصار في "تقريب المدارك": هذا سند صحيح ورجاله رجال الصحيح ولا يضره الإرسال. قلت: وتابع جريرًا عن يحيى الفرجُ بن فضالة، أخرجه الدارقطني، لكن ضعفوه، وأخرج النسائي بإسناده الصحيح من حديث ابن عيينة، عن طلحة بن يحيى، عن عمته عائشة بنت طلحة، عن عائشة في حديث الهدية "أدنيها فقد أصبحت صائمًا" فأكل ثم قال: "لكن أصوم يومًا مكانه" (٢) وهو في مسلم بغير هذِه الزيادة (٣). ثم قال النسائي: هذا خطأ قد رواه جماعة عن طلحة فلم يذكر أحد منهم هذِه الزيادة.

وروى وكيع بن الجراح من حديث داود بن أبي عاصم عن سعيد بن المسيب: خرج عمر يومًا على أصحابه فقال: إني أصبحت صائمًا، فمرت بي جارية لي فوقعت عليها فما ترون؟ فقال علي: أصبت حلالًا وتقضي يومًا مكانه، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له عمر: أنت أحسنهم فتيا (٤). وهو منقطع فيما بين سعيد وعمر، ولعله سمعه من علي.

قال ابن حزم: روينا عن ابن عباس أنه كان يأمر المفطر في التطوع بقضاء يوم مكانه (٥)، وفي "مصنف ابن أبي شيبة" من حديث عثمان البتي: أن أنس بن سيرين صام يوم عرفة فعطش عطشًا شديدًا، فأفطر


(١) "بيان الوهم والإيهام" ٣/ ٢٨٥ - ٢٨٦.
(٢) "السنن الكبرى" ٢/ ٢٤٩ (٣٣٠٠).
(٣) مسلم (١١٥٤) كتاب: الصوم، باب: جواز صوم النافلة بنية من النهار.
(٤) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٤/ ٢٧٢ (٧٧٧٢) بمعناه.
(٥) "المحلى" ٦/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>