للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبه قال مالك (١)، وأحمد (٢)، وابن خزيمة (٣)، والمزني، وهو قوي يجمع به بين أحاديث الباب، وإنما تنتقل في العشر الأواخر، وقيل: في كله، وقيل: تلزم ليلة بعينها قيل: هي في السنة كلها، وهو قول ابن مسعود (٤) وأبي حنيفة وصاحبيه (٥)، وقيل: بل في كل رمضان


= من طريق داود بن أبي عاصم، عن عبد الله بن يحنس قلت لأبي هريرة: زعموا أن ليلة القدر رفعت، قال: كذب من قال ذلك.
وروي نحوه عن الحجاج، فروى عبد الرزاق ٤/ ٢٥٣ (٧٧٠١) من طريق عبد الله بن شريك قال: ذكر الحجاج ليلة القدر فكأنه أنكرها … الحديث.
وكذا ساقه الحافظ ٤/ ٢٦٣.
ويدل للقول الراجح -وهو الصواب- أنها باقية، حديث أبي ذر: أنا كنت أسأل الناس عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر تكون في زمان الأنبياء ينزل عليهم الوحي، فإذا قبضوا رفعت؟ قال: "بل هي إلى يوم القيامة" الحديث.
وقد تقدم تخريجه قريبًا فليراجع. والله أعلم.
(١) انظر: "النوادر والزيادات" ٢/ ١٠٤ - ١٠٥، و"الذخيرة" ٢/ ٥٥٠.
(٢) انظر: "المغني" ٤/ ٤٤٩.
(٣) "صحيح ابن خزيمة" ٣/ ٣٢٧.
حيث قال: جماع أبواب ذكر الليالي التي كان فيها ليلة القدر في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والدليل على أن ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر من رمضان في الوتر على ما ثبت. وقال في ٣/ ٣٢٩: إذ ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في الوتر.
(٤) رواه مسلم (٧٦٢)، وبعد حديث (١١٦٩).
(٥) قلت: وهو نص كلام المصنف أيضا في "الإعلام" ٥/ ٣٩٩.
ونقل ابن الهمام في "شرح فتح القدير" ٢/ ٣٨٩ - ٣٩٠ عن أبي حنيفة: أنها في رمضان فلا يدري أية ليلة هي، وقد تتقدم وتتأخر، وعندهما كذلك، إلا أنها معينة لا تتقدم ولا تتأخر، هكذا النقل عنهم في المنظومة والشروح، وفي "فتاوى قاضيخان" قال: وفي المشهور عنه أنها تدور في السنة وتكون في غيره فجعل ذلك رواية. =

<<  <  ج: ص:  >  >>