للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

" العين": الخِبْثَة: الريبة (١).

قَالَ ابن التين: وهو مضبوط في أكثر الكتب بضم الخاء، وكذا سمعناه، وضبط في بعضها بالكسر أيضًا، والخِبْثَة أن يكون غير طيب؛ لأنه من قوم لا يحل سبيهم لعهد تقدم لهم أو جزية، في الأصل وخبث لهم. وقال الداودي: الخِبْثَة: أن يخفي عنه شيثًا.

وفي حديث العداء هذا ثماني فوائد أبداها ابن العربي (٢):

الأولى: البداءة باسم الناقص قبل الكامل في الشروط، والأدنى قبل الأعلى بمعنى: هو الذي اشترى، فلما كان هو في طلب أخبر عن الحقيقة كما وقعت، وكتب حَتَّى يوافق المكتوب ويذكر عَلَى وجهه

في (المثول) (٣).

قلت: رواية البخاري السالفة عكس هذا، وهو تقديم الأعلى عَلَى الأدنى.

ثانيها: في كتبه - صلى الله عليه وسلم - ذَلِكَ له وهو ممن يؤمن عهده ولا يجوز عليه أبدًا نقضه لتعليم الأمة؛ لأنه إذا كان هو يفعله فكيف غيره. قلت: هذا لا يتأتى عَلَى رواية البخاري.

ثالثها: أنه عَلَى الاستحباب؛ لأنه باع وابتاع من اليهود من غير إشهاد ولو كان أمرًا مفروضًا أقام به قبل الخلق.


(١) "شرح ابن بطال" ٦/ ٢١٤.
وانظر: "العين" ٤/ ٢٤٩ ووقع فيه: والخبثة: الزِّنية من الفجور، وعلق محققا الكتاب على كلمة الزنية فقالا: كذا في "اللسان" وأما في الأصول المخطوطة فهو: الريبة.
(٢) انظر كلام ابن العربي في "عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي" ٥/ ٢٢١ - ٢٢٢.
(٣) كذا بالأصل، وفي "عارضة الأحوذي" ٥/ ٢٢١: المنقول.

<<  <  ج: ص:  >  >>