للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أيضًا من حديث العقدي عن سليمان: "بضع وسبعون شعبة" (١).

وكذا وقع في البخاري من طريق أبي ذر الهروي، ورواه أبو داود (٢) والترمذي (٣) وغيرهما من رواية سهيل: "بضع وسبعون" بلا شك.

ورجحها القاضي عياض (٤) وقال: إنها الصواب، وكذا رجحها الحليمي وجماعات منهم النووي (٥)؛ لأنها زيادة من ثقة فقبلت وقدمت. وليس في رواية الأقل ما يمنعها، وقال ابن الصلاح: الأشبه ترجيح الأقل؛ لأنه المتيقن والشك من سهيل، كما قاله البيهقي (٦)، وقد روي عن سهيل عن جرير: "وسبعون" من غير شك، وكذا رواية سليمان بن بلال في مسلم وفي البخاري: "بضع وستون" (٧).

السابع: قد بين - صلى الله عليه وسلم - أعلى هذِه الشعب وأدناها كما ثبت في الصحيح من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أعلاها لا إله إلا الله" (٨)، وفي لفظ أنه "أفضلها" (٩) وفي


(١) رواه مسلم (٣٥/ ٥٧) كتاب الإيمان، باب: بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها ..
(٢) أبو داود (٤٦٧٦)، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (٢٦٢٧).
(٣) الترمذي (٢٦١٤)، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (٢١٠٨).
(٤) "إكمال المعلم" ١/ ٢٧٢.
(٥) "شرح مسلم" ٢/ ٥٠٣.
(٦) "شعب الإيمان" ١/ ٣٤.
(٧) قال ابن الصلاح في "صيانة صحيح مسلم" ص ١٩٦: والأشبه بالإتقان والاحتياط ترجيح رواية الأقل. أهـ. وإلى ذلك ذهب الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١/ ٥٢ قائلًا: وترجيح رواية بضع وسبعون لكونها زيادة ثقة كما ذكرهُ الحليمي ثم عياض، لا يستقيم، إذ الذي زادها لم يستمر على الجزم بها، لا سيما مع اتحاد المخرج. وبهذا يتبين شفوف نظر البخاري اهـ.
(٨) رواه ابن حبان (١٩١).
(٩) مسلم (٣٥) كتاب: الإيمان، باب: بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها ..