للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنصار (١). وعن عبد الله بن زيد بن عاصم في غزوة الطائف (٢)، وعن أنس بن مالك بزيادة: "أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني على الخوض" (٣).

إذا تقرر ذلك، فالكلام عليه من أوجه:

أحدها:

(ليقطع لهم) بضم الياء من أقطع، يقال: استقطع فلان الإمام إذا سأله أن يعطيه شيئًا وهو تسويغ الإمام من مال الله شيئًا لمن يراه أهلًا لذلك، وأكثر ما يستعمل في إقطاع الأرض، وهو أن يخرج منها شيئًا يحوزه إما أن يملكه إياه فيعمره أو يجعل له غلته مدة. وفي الحديث: لما قدم المدينة أقطع الناس الدور (٤)، أي: أنزلهم في دور الأنصار.

قال صاحب "المطالع": والذي في هذا الحديث ليس من هذا، فإن البحرين كانت صلحًا فلم يكن لهم في أرضها شيء وإنما هم أهل جزية، وإنما معناه عند علمائنا: إقطاع مال من جزيتهم يأخذونه فقال: منه أقطع بالألف وأصله من القطع كأنه قطعه له من جملة المال. وقد جاء في


(١) البخاري (٣٧٩٢) المناقب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار: "اصبروا حتى تلقوني على الحوض".
(٢) سيأتي برقم (٤٣٣٠) كتاب المغازي.
(٣) سيأتي برقم (٣١٤٧) كتاب فرض الخمس، باب: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه.
(٤) رواه الطبراني ١٠/ ٢٢٢ (١٠٥٣٤)، وفي "الأوسط" ٥/ ١٦٢ (٤٩٤٩)، وأبو نعيم في "الحلية" ٧/ ٣١٥، عن يحيى بن جعدة، عن ابن مسعود، مرفوعًا، ورواه الشافعي في "مسنده" بترتيب السندي ٢/ ١٣٣ (٤٣٥)، والبيهقي في "الكبرى" ٦/ ١٤٥ (١١٨٠١)، عن يحيى بن جعدة، موقوفا. قال الهيثمي في "المجمع" ٤/ ١٩٧: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>