(٢) اعلم أولًا: أن لفظ الأذى في اللغة هو لما خفّ أمره وضعف أثره. قاله ابن تيمية في "الصارم المسلول" ص ٥٩. ئانيًا: ليس أذاه -سبحانه وتعالى- من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين. قاله ابن القيم في "الصواعق المرسلة" ٤/ ١٤٥١. ثالثًا: أن المجاز اختلف في أصل وقوعه، قال أبو إسحاق الإسفرائيني، وأبو علي الفارسي أنه لا مجاز في اللغة أصلًا كما عزاه لهما ابن السبكي في "جمع الجوامع"، وإن نَقَلَ عن الفارسي تلميذُهُ أبو الفتح: أن المجاز غالب على اللغات كما ذكره عنه صاحب "الضياء اللامع"، وكل ما يسميه القائلون بالمجاز مجازا فهو عند من يقول بنفي المجاز أسلوب من أساليب اللغة العربية. قاله الشنقيطي في "منع جواز المجاز" ص ٦. رابعًا: أن من آذى رسول الله فقد آذى الله. خامسًا: أن الأذى قد فسر كما في "سيرة ابن إسحاق" ص ٢٩٧: فإن كعب بن الأشرف لما علم بهزيمة المشركين في بدر أتى مكة وجعل يحرض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وينشد الأشعار ويبكي على أصحاب القليب من قريش، ثم رجع إلى المدينة فشبب بأم الفضل ابنة الحارث، ثم شبب بنساء المسلمين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "من لكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله". (٣) ورد بهامش الأصل: إنما قال ذلك بإذنه له - عليه السلام - بأن يقول. (٤) ستأتي برقم (٣٠٣١) كتاب: الجهاد والسير، باب: الكذب في الحرب.