للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثنا أبو سفيان الواسطي سعيد بن يحيى الحميدي: ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن ثور بن بريد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ أمتي أولها وآخرها، وبين ذلك أعوج ليسوا منِّي ولستُ منهم".

وأما حديث: "مثل أُمَّتي كالمطر لا يُدرى أوله خير أو آخره" فهو ضعيف، أخرجه أبو يعلى من رواية يوسف الصفار عن ثابت عن أنس مرفوعًا، ويوسف ضعيف بالاتفاق، كثير الوهم، منكر الحديث (١).

قال النووي: ولو صح لكان معناه أن هذا يقع بعد نزول عيسى حتى تظهر البركة ويكثر الخير ويظهر الدين، بحيث يتشكك الرائي هل هؤلاء أفضل من أوائل الأمة أم الأوائل أفضل؟ وهذا مما يظهر للرائي، وإلا فأول الأمة أفضل في نفس الأمر، وهو قريب الشبه من قول الشاعر:

أيا ظَبْيَةَ الوَعْسَاء بين جلاجلٍ … وبين النَّقا هل أنتِ أمْ أمُّ عامِر (٢)؟

معناه: لتقاربهما تشككت فيهما وإن كانت الظبية مخالفة لأم عامر، فحصل أنه لو صح لم يكن مخالفًا لحديث الباب، وحديث: "ما من عام إلا والذي بعده شر منه" (٣).

قلت: وقيل للزمان تقسيمات فربما وقع في أثنائه فاضلًا.


(١) "مسند أبي يعلى" ٦/ ٣٨٠ (٣٧١٧).
(٢) وقع في الأصل (أم سالم) وكتب فوقها عامر. والبيت لذي الرُّمَّة، وصوابه أم سالم كما في "أدب الكاتب" ص ١٨٩، "الأغاني" ١٨/ ٩، "الإيضاح في علوم البلاغة" ص ٣٥١. وورد في حاشية الأصل بخط سبط: (جلاجل بالفتح موضع، وُيروى بحاء يعني: بمهملة مضمومة).
(٣) سيأتي برقم (٧٠٦٨) كتاب: الفتن، باب: لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>