للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو سعد بن معاذ، وإنما قال ذلك؛ لأن الأوس من قومه، وهم بنو النجار، ومن آذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجب قتله ولم يقل كذلك في الخزرج، لما كان بينهم وبين الخزرج، فبقي فيهم بعض الأنفة أن يحكم بعضهم في بعض، فإذا أمرهم الشارع امتثلوا أمره، وتكلم سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان من وهط عبد الله بن أبي، وهم بنو ساعدة أنفة أن يحكم فيهم سعد بن معاذ وليس أنه رضي قول أبي.

وقولها: (فقام سعد بن معاذ) كذا في الأصول وقال ابن التين: قوله: فقام سعد بن عبادة ليس بصحيح، والأحاديث: سعد بن معاذ، والذي عارضه ابن عبادة، وفي بعضها سعد بن عبادة.

ووهَّم ابن حزم الأول؛ لأن سعد بن معاذ مات إثر بني قريظة بلا شك، وبنو قريظة كان في آخر ذي القعدة سنة أربع، فبين الغزوتين نحو سنتين، والوهم لم يَعْرَ منه أحد من البشر (١).

وكذا قال ابن العربي: ذكر سعد بن معاذ هنا وهْمٌ اتفق عليه الرواة.

وقال أبو عمر: وهو وهم وخطأ (٢). وتبعه عليه جماعة وآخرهم القرطبي، فقال: إن ابن معاذ توفي منصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قريظة سنة أربع لم يختلف فيه أحد من الرواة (٣).

وفي البخاري: أنها سنة ست، وقال موسى بن عقبة: سنة أربع (٤).

فليس وهمًا مخففًا.

وذكر ابن منده أن ابن معاذ مات سنة خمس من الهجرة.


(١) "جوامع السيرة" لابن حزم ص ٢٠٦.
(٢) "الدرر في اختصار المغازي والسير" لابن عبد البر ص ١٩٠.
(٣) "المفهم" ٧/ ٣٨٠.
(٤) كتاب المغازي، باب: غزوة بني المصطلق قبل حديث (٤١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>