للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأما عبد الله: فهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن (قعنب) (١) القعنبي الحارثي المدني، سكن البصرة، كان (مجاب) (٢) الدعوة، سمع مالكًا والليث وحماد بن سلمة، وخلائق لا يحصون من الأعلام، وسمع من شعبة حديثًا واحدًا، وله معه قصة، وهو: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إِذَا لم تستحي فاصنع ما شئت" (٣).

وإمامته وإتقانه (وثقته) (٤) وجلالته وحفظه وصلاحه وورعه وزهده مجمع عليه، قَالَ أبو زرعة: ما كتبت عن أحد أجل في عيني منه.

وقال أبو حاتم: لم أر أخشع منه (٥) وقيل لمالك: إن عبد الله قدم، فقال: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض، وقال عبد الله: اختلفت إلى


(١) في (ج): القعنب.
(٢) ساقطة من (ج).
(٣) قال الذهبي: قال الحافظ أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري سمعت أبي يقول: قلت للقعنبي: مالك لا تروي عن شعبة غير هذا الحديث؟ قال: كان شعبة يستثقلني فلا يحدثني. يعني حديث: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت". اهـ. "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٢٦١. وذكر ذلك أيضًا في "تاريخ الإسلام " ١٦/ ٢٤٧.
قلت: أظن أن هذِه هي القصة التي أشار إليها المصنف. والحديث من طريق القعنبي، عن شعبة رواه أبو داود (٤٧٩٧)، وعبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند" ٥/ ٢٧٣ (٢٢٣٤٥)، وابن حبان (٦٠٧)، والطبراني ١٧/ ٦٥١، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١١٥٦)، والمزي في "تهذيب الكمال" ١٦/ ١٤٢ - ١٤٣، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٢٥٩.
قال ابن حبان: ما سمع القعنبي من شعبة إلا هذا الحديث، وكذا قال المزي.
والحديث سيأتي برقم (٨٤٨٣، ٦١٢٠) حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير، حدثنا منصور، عن ربعي به، وبرقم (٣٤٨٤) حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن منصور به.
(٤) من (ف).
(٥) "الجرح والتعديل" ٥/ ١٨١ (٨٣٩).