للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إِذَا جَهِلَ الشَّقِيُّ ولم يُقَدِّرْ … ببعض الأمر أَوْشَكَ أن يُصَابا

قَالَ: والعامة (تقول) (١): يُوشَكْ -بفتح الشين وهي لغة رديئة- قال أبو يوسف -يعني: ابن السكيت: وَاَشَك يُواشِكُ وِشَاكًا، مثل أَوْشَكَ، ويقال: إنه مُواشِكٌ، أي: مسارع (٢).

ويوشك أحد أفعال المقاربة، يطلب اسمًا مرفوعًا وخبرًا (منصوب المحل) (٣) لا يكون إلا فعلًا مضارعًا مقرونًا بأن، وقد يسند إلى أن والفعل المضارع فيسد ذَلِكَ مسد اسمها وخبرها، كما جاء في هذا الحديث. ومثله قول الشاعر:

يُوشك أن يبلغ منتهى الأجل … فالبر لازم برجاءٍ (ووجل) (٤)

وقوله: ("خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غنَمٌ") يجوز فيه وجهان:

أحدهما: نصب "خير" وهو الأشهر في الرواية، وهو خبر يكون مقدمًا ولا يضر كون الاسم -وهو"غنم"- نكرة؛ لأنها وصفت بـ "يتبع (بها) (٥).

وثانيهما: رفعه عَلَى أن (يكون في) (٦) "يكون" ضمير الشأن؛ لأنه كلام تضمن تحذيرًا وتعظيمًا لما يتوقع. ويكون: "خَيْرُ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ" مبتدأً وخبرًا، وقد روي: "غنمًا" (٧) بالنصب وهو ظاهر، وقوله:


(١) في (ب): يقولون.
(٢) "الصحاح" ٤/ ١٦١٥، مادة: (وشك).
(٣) في (ج): منصوبًا.
(٤) في (ج): ورجل.
(٥) من (ف).
(٦) ساقطه من (ج).
(٧) رواه أبوداود (٤٢٦٧)، ومالك في "الموطأ" ص ٦٠١، وأحمد ٣/ ٣٠، وابن عبد البر في "التمهيد" ١٩/ ٢٢١ - ٢٢٢.