للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بنيسابورَ، في شهورِ سنةِ خمسٍ وخمسينَ وأربعمائةٍ، قال: أخبرنا الشيخُ أبو عليٍّ محمدُ بن عُمر بن شَبُّوْيَه الشَّبويُّ الفقيهُ المروزيُّ (١)، بها في جُمادى الأول سنة ثمانٍ وسبعينَ وثلاثمائةٍ، قالا جميعاً: أخبرنا أبو عبدِ الله مُحمدُ بن يوسفَ بن مَطرٍ الفِرَبْرِيُّ، (٢) قال: حدثنا الإمامُ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن إسماعيلَ بن إبراهيمَ الجُعْفِيُّ البخاريُّ ، وصحَّ سماعُهُ منهُ في جمعٍ بنيسابورَ، في شهورِ سنةِ تسعٍ وعشرينَ وسنةِ ثلاثينَ وخمسمائةٍ، والحمدُ للهِ وحده أبداً، وصلواتُهُ على خيرِ خلقٍ؛ محمدٍ وآلِهِ وأصحابهِ وأزواجِه وذرياتِهِ، وسَلَّمَ تسليماً كثيراً.

وبعدهُ ما صورَتُهُ: وسمعَ أيضاً الشيخُ الإمامُ الأجلُّ الأوحدُ الحافظُ، جمالُ الحفَّاظِ وفخرُهُمْ؛ أبو القاسمِ عليُّ بن الحسنِ بن هِبَةِ اللهِ الشافعيُّ الدِّمشقيُّ -أكرمه الله بطاعته ومرضاته- من أوَّل كتابِ الجامع الصحيحِ للبخاري ، إلى بابِ ما جاءَ في التَّقصيرِ (٣) وكم يُقيم حتى يُقَصِّرَ، من الشيخِ الإمامِ الأجلِّ، الفقيهِ الزَّاهدِ، أصيلِ خُراسان؛ أبي محمدٍ هبةِ الله بن سهلِ بن عمرَ بن محمدِ بن الحسنِ البِسْطَامِيِّ، المعروفُ بالسِّيْدِيِّ (٤)، خَتَنُ إمامِ الحرمينِ ، بقراءةِ الفقيرِ إلى الله تعالى: أبي المحاسنِ عبدِ الرزاقِ بن محمدِ بن أبي نصرِ بن محمدٍ الطَّبَسِيِّ عليه، من أصلِ سماعِهِ قائلاً له: أخبركُم الأستاذُ الإمامُ الأوحدُ: أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن عليِّ بن محمدِ بن الحسن الخَبَّازِيُّ المقرئُ ، بقراءةِ الحافظِ الحسنِ بن أحمدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ (٥) عليه بنيسابورَ، في شهورِ سنةِ تسعٍ وأربعينَ وأربعمائةٍ فأقرَّ بهِ، قال: أخبرنَا أبو الهيثم محمدُ بن المكِّيِّ بن محمدِ بن المكيِّ الكُشْمِيْهَنِيُّ الأديبُ، قراءةً عليه سنةَ تسعٍ وثمانينَ وثلاثمائةٍ، قال: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن يوسفَ بن مطرٍ الفِرَبْرِيُّ قراءةً عليه بِفِرَبْرَ، قالَ: حدَّثنا الإمامُ أبو عبدِ الله


(١) هو: محمد بن عمر بن شبوية المروزي أبو علي الشبويي المروزي. سَمِعَ صحيح البخاري سنة ست عشرة وثلاث مائة من الفربري، وحدث به في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة مقبولاً؛ سمع منه الكتاب أهل مَرْو سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مائة، ورواه عنه سعيد بن أبي سعيد العيار. قال أبو بكر السمعاني: لما توفي الشبويي سمع الناس الصحيح من أبي الهيثم الكُشمِيهني. توفي سنة ثمانين وثلاثمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (٨٣) تاريخ الإسلام رقم (٤٩٨).
(٢) هو: محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر أبو عبد الله الفربري، حدث عن البخاري بالجامع الصحيح، وقد سمع من علي بن خشرم وغيرهما، روى عنه كتاب الجامع أبو الهيثم الكشميهني ومحمد بن عمر الشبويي وأبو زيد محمد بن أحمد القاشاني وأبو حامد أحمد بن عبد الله بن نعيم النعيمي وإسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي. سمع الصحيح من أبي عبد الله البخاري بفربر في ثلاث سنين، وسمع من علي بن خشرم لما قدم فربر مرابطاً؟. وقال أبو الهيثم: سمعت منه الصحيح بفِرَبْرَ في ربيع الأول سنة عشرين. وحدَّثَ عن الفربري بالصحيح أبو علي سعيد بن السكن الحافظ بمصر، في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، فهو أول من حدث بالكتاب عن الفربري. قَال ابن السمعانيِّ في أماليه: كان ثقة، ورعاً، وُلِد سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وتوفي في شوال لعشر بقين من سنة عشرين وثلاثمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (١٤٢). تاريخ الإسلام رقم (٤٨٦).
(٣) كتب فوقها في (و): (كذا).
(٤) هو: أبو محمد، هبة الله بن سهل بن عمر بن أبي عمر محمد بن الحسين بن محمد بن القاسم بن مالك بن أبي الهيثم، البسطامي، المعروف بالسيدي، من أهل نيسابور. ختن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني على ابنته. كان من بيت العلم والتقدم. وهو في نفسه فقيه عالم، خير، كثير العبادة والتهجد، ولكن كان عسر الخلق، بسر الوجه لا يشتهي الرواية، ولا يحب أصحاب الحديث، وكنا نقرأ عليه بجهد جهيد وبالشفاعات. سمع أبا حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور الماوردي، الزاهد، وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، الإمام، وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبا يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، وأبا سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب، وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الفارسي، وأبا الحسن علي بن محمد بن علي الأديب الزوزني البحاثي، وجده أبا المعالي عمر بن محمد بن الحسين البسطامي، والسيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ، وغيرهم. كتبت عنه الكثير، وظني أن أحدًا لم يسمع منه أكثر مما سمعت. المنتخب من معجم شيوخ السمعاني رقم (١٨٠٩) التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (٦٤٤).
(٥) هو: الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم بن جعفر، أبو محمد، القاسمي، السمرقندي الكوخميثني، الفقيه. حدث عن: أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل الصابوني، وأبي العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد المستغفري، وأبي يعلى حمزة بن محمد الجعفري الهاشمي الإمامي، وعبد الصمد العاصمي، وأبي الحسن علي بن أحمد الإستراذباذي الحاكم بسمرقند، وأبي حفص عمر بن أحمد بن عمر بن محمد بن مسرور النيسابوري، وأبي الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم السمرقندي -وهو أكبر شيخ له-. وروى عنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي- في سننه الكبرى، والشعب، والدلائل، وذكر أنه كتب له بخطه، ووصفه بالفقيه الحافظ، وهو أكبر منه-، وأبو الفضل أحمد بن إسماعيل بن أبي سعد عبد الجيزاباذي، وأبو الفتح إسماعيل بن علي بن محمد بن حمزة الطوسي الجعفري الزينبي، وأبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الطلحي - ووصفه بالإمام-، وأبو الفخر بكر بن وجيه بن طاهر بن محمد بن محمد العدل الشحامي النيسابوري، وأبو علي الحسن بن مسعود بن الفراء البغوي، والحسين بن أبي العباس محمد بن الحسن الفوران، وآخرون. له كتاب «بحر الأسانيد في صحاح المسانيد»، جمع فيه مائة ألف حديث، فرتب وهذب، لم يقع في الإسلام مثله، وهو ثمانمائة جزء. ولد سنة تسع وأربعمائة، وتوفي في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الحسين. تاريخ الإسلام رقم (١٧) السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي رقم (٤٣).