للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ الزبيدي (١) في "مختصر العين" (٢): الوَعْظُ والَمْوعِظَةُ والعِظَةُ سواء. تقول: وَعَظَهُ يَعِظُه وَعْظًا ومَوْعِظَةَ فاتَّعَظَ، أي: قبل المَوعِظَةُ.

ومعنى: (يَعِظُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ) أي: ينهاه عنه، ويقبح له فعله، ويخوفه منه. فإنّ كثرته عجز، فزجره - صلى الله عليه وسلم - عن وعظه، وقال: "دعه" أي: عَلَى فعل الحياء، وكُفّ عن نهيه؛ "فإن الحياء من الإيمان".

وفي رواية أخرى في الصحيح: "الحياء خير كله" (٣). وفي رواية: "الحياء لا يأتي إلا بخير" (٤).

وقد سلف تحقيق كونه من الإيمان، وبيان معناه في باب: أمور

الإيمان واضحًا فراجعه منه (٥).

وقال ابن قتيبة: معنى الحديث أن الحياء يمنع صاحبه من ركوب المعاصي كما يمنع منه الإيمان، فسمي إيمانًا كما يسمى الشيء باسم ما قام مقامه، وفي الحديث التنبيه عَلَى الامتناع من قبائح الأمور ورذائلها، وكل ما يستحيا من فعله.


(١) هو إمام النحو، أبو بكر، محمد بن الحسن بن عبيد الله بن مذحج، الزبيدي الشامي الحمصي ثم الأندلسي الإشبيلي، صاحب التصانيف.
طلب المستنصر صاحب الأندلس أبا بكر الزبيدي من أشبيليه إلى قرطبة للاستفادة منه، فأدب جماعة، واختصر كتاب "العين" وألف "الواضح" في العربية. توفي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
انظر ترجمته في: "الأنساب" ٦/ ٢٤٩، "وفيات الأعيان" ٤/ ٣٧٢، "سير أعلام النبلاء" ١٦/ ٤١٧ (٣٠٥)، "الوافي بالوفيات" ٢/ ٣٥١، "شذرات الذهب" ٣/ ٩٤.
(٢) في (خ): في مختصره.
(٣) رواه مسلم (٣٧/ ٦١) كتاب: الإيمان، باب: بيان عدد شعب الإيمان …
(٤) سيأتي برقم (٦١١٧) كتاب: الأدب، باب: الحياء.
(٥) راجع شرح حديث (٩).