للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولد لسنتين (مضتا) (١) من خلافة عمر، وقيل: لأربع.

سمع عمر وعثمان وعليًّا وسعد بن أبي وقاص وأبا هريرة، وهو زوج ابنته، وأعلم الناس بحديثه، وخلقًا من الصحابة. وعنه خلائق من التابعين وغيرهم، واتفقوا عَلَى جلالته وإمامته وتقدمه على أهل عصره في العلم والفتوى.

قَالَ ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علمًا منه، وإذا قَالَ:

(مضت السنة) فحسبك به، وهو عندي أجل التابعين، قَالَ أبو عبد الله بن خفيف (٢): أهل البصرة يقولون: أفضل التابعين أويس القرني (٣)، قُلْتُ: أي: في الزهد. ففي مسلم من حديث عمر مرفوعًا: "إن خير التابعين رجل يقال لَهُ: أويس، وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم" (٤).


(١) في (ج): بقيتا.
(٢) أبو عبد الله هذا هو: الشيخ الإمام العارف الفقيه القدوة، ذو الفنون، أبو عبد الله محمد بن خفيف بن إسكفشار الضبي الفارسي الشيرازي، شيخ الصوفية، قال أبو العباس الفسوي: صنف شيخنا ابن خفيف من الكتب ما لم يصنفه أحد، وانتفع به جماعة صاروا أئمة يقتدى بهم، وعمَّر حتى عم نفعه البلدان.
انظر: تمام ترجمته في: "حلية الأولياء" ١٠/ ٣٨٥، "الأنساب" ٧/ ٤٥١، "المنتظم" ٧/ ١١٢، "سير أعلام النبلاء" ١٦/ ٣٤٢ (٢٤٩)، "الوافي بالوفيات" ٣/ ٤٢، "شذرات الذهب" ٣/ ٧٦.
(٣) خلاصة الأمر أن أفضل التابعين ثلاثة، أهل المدينة يقولون: سعيد بن المسيب، وأهل الكوفة يقولون: أويس القرني، وأهل البصرة يقولون: الحسن البصري، وقيل: إن أفضل التابعين على الإطلاق هو سعيد.
وقال أبو بكر بن أبي داود: سيدتا التابعين من النساء: حفصة بنت سيرين، وعمرة بنت عبد الرحمن، وثالثتهما وليست مثلهما -أم الدرداء.
انظر: "علوم الحديث" ص ٣٠٢ - ٣٠٧، "المقنع" ٢/ ٥٠٦ - ٥١٧، "تدريب الراوي" ٢/ ٣٣٥ - ٣٥٢.
(٤) مسلم (٢٥٤٢) في فضائل الصحابة، باب: من فضائل أويس القرني. =