للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و (الحفياء) بالحاء المهملة، ثم فاء، ثم ياء: موضع خارج المدينة.

و (الثنية): الجبل وترى عن بعد.

و (بنو زريق) -بتقديم الزاي على الراء- قبيل من الأنصار.

و (ثنية الوداع) مما يلي من طريق مكة (١) وهو خارج المدينة.

وبوب إضمار الخيل للسبق ولم يأت في الباب بذكر الإضمار، ويجاب بأنه أشار بطرق من الحديث إلى بقيته، وأحال على سائره؛ لأن تمام الحديث: سابق بين الخيل التي ضمرت وبين الخيل التي لم تضمر؛ وذلك كله موجود في حديث واحد فلا حرج عليه في تبويبه.

قال ابن المنير: البخاري يترجم على الشيء من الجهة العامة، فقد يكون بائنًا وقد يكون متفهمًا، فمعنى الترجمة أنه هل هو شرط أم لا؟ فبين أنه ليس بشرط؛ لأنه - عليه السلام - سابق بها مضمرة وغير مضمرة، وهذا أقعد بمقاصد البخاري (٢).

قال الأخفش: كان أهل المدينة يوادعون الحاج إليها، أي: إلى ثنية الوداع، فإن أراد أن ذلك كان في الجاهلية فهو كما قال، وإلا فليس كذلك؛ لأنه لما قدم - عليه السلام - مهاجرًا إلى المدينة تلقته الأنصار يرتجزون:

طلع البدر علينا … من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا … ما دعا لله داع

وفيه: أن المسابقة بين الخيل يجب أن يكون أمدادها معلومًا، وأن تكون الخيل متساوية الأحوال أو متقاربة، وأن لا يسابق المضمر مع


(١) في هامش الأصل: المعروف المشهور أنها من طريق الجائي من الشام، وقد نبهت على ذلك في تعليقي على "صحيح البخاري".
(٢) "المتواري" ص ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>