للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الوجه الرابع: في فوائده:

الأولى: إن قُلْت: كيف يجمع بين الآية السالفة في السؤال. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لن يدخل أحد الجنة بعمله" (١)؟ فالجواب: أن دخول الجنة بسبب العمل، والعمل برحمة الله.

الثانية: كيف نجمع بين الآية السالفة في السؤال والآية الأخرى وهي: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (٣٩)} [الرحمن: ٣٩].

فالجواب: أن في القيامة مواطن -أعاننا الله الكريم عَلَى أهوالها- ففي موطن يسألون، وفي الآخر لا يسألون، كما سيأتي في تفسير حم السجدة عن ابن عباس (٢)، وجواب آخر أنهم لا يسألون سؤال الاستخبار.

الثالثة: بدأ في هذا الحديث بالإيمان ثمَّ الجهاد ثمَّ الحج. وفي حديث ابن مسعود بدأ بالصلاة لميقاتها ثمَّ بر الوالدين ثمَّ الحج (٣)،


= وبرع في العربية، وصنف التصانيف ورزق الإسناد العالي، وكان ثقة، وله كتاب "الإرشاد" في النحو، و"شرح الفصيح"، و"غريب الحديث"، وثقه ابن منده وغيره.
توفي في صفر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" ٩/ ٤٢٨، "المنتظم" ٧/ ٣٨٨، "وفيات الأعيان" ٣/ ٤٤، "سير أعلام النبلاء" ١٥/ ٥٣١ (٣٠٩)، "شذرات الذهب" ٢/ ٣٧٥.
(١) سيأتي برقم (٥٦٧٣) كتاب: المرضى، باب: نهي تمني المريض الموت، ورواه مسلم (٢٨١٦/ ٧٥) كتاب: صفة الجنة والنار، باب: لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى، من حديث أبي هريرة.
(٢) يأتي قبل حديث (٤٨١٦) كتاب: التفسير.
(٣) حديث ابن مسعود سيأتي برقم (٥٢٧) كتاب: مواقيت الصلاة، باب: بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال. وفيه بدأ بالصلاة لميقاتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد، لا الحج كما ذكر المصنف.