للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي حديث أبي ذر لم يذكر الحج (١)، وفي حديث أبي موسى (السالف: أي الإسلام أفضل؟ قَالَ: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" (٢) وفي حديث ابن عمرو) (٣) السالف: أي الإسلام خير؟ قَالَ: " (تطعم) (٤) الطعام" إلى آخره (٥). وقد جمع العلماء بينها وبين ما أشبهها بوجوه، ذكر الحليمي (٦) منها وجهين: أحدهما: أنه جرى عَلَى اختلاف الأحوال والأشخاص، كما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "حجة لمن لم يحج أفضل من (أربعين) (٧) غزوة، وغزوة لمن حج أفضل من أربعين حجة" (٨). فاعلم أن كل قوم بما تدعو الحاجة إليه دون ما لم تدع


(١) سيأتي برقم (٢٥١٨) كتاب: العتق، باب: أي الرقاب أفضل، ورواه مسلم (٨٤).
(٢) سلف برقم (١١) باب: أي السلام أفضل؟ ورواه مسلم (٤٢).
(٣) ساقط من (ج).
(٤) في (ج): إطعام.
(٥) سلف برقم (١٢)، ورواه مسلم (٣٩).
(٦) هو القاضي العلامة، رئيس المحدثين والمتكلمين بما رواء النهر، أبو عبد الله، الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الشافعى، أحد الأذكياء الموصوفين، ومن أصحاب الوجوه في المذهب، وكان متفننًا، سيال الذهن مناظرًا، طويل الباع في الأدب والبيان، وله مصنفات نفيسة، توفي سنة ثلاث وأربعمائة.
انظر ترجمته في: "الأنساب" ٤/ ١٩٨، "المنتظم" ٧/ ٢٦٤، "وفيات الأعيان" ٢/ ١٣٧، "سير أعلام النبلاء" ١٧/ ٢٣١ (١٣٨)، "الوافي بالوفيات" ١٢/ ٣٥١.
(٧) في (ج): (سبعين).
(٨) رواه البزار كما في "كشف الأستار" (١٦٥١) عن ابن عباس مرفوعًا: "حجة خير من أربعين غزوة، وغزوة خير من أربعين حجة". يقول: إذا حج الرجل حجة الإسلام، فغزوة خير له من أربعين حجة، وحجة الإسلام خير من أربعين غزوة.
قال الهيثمي في "المجمع" ٥/ ٢٧٩: رواه البزار ورجاله ثقات، وعنبسة بن هبيرة، وثقة ابن حبان، وجهله الذهبي. اهـ.
وقال المنذري كما في "ضعيف الترغيب" ١/ ٤١٢: رواه البزار، ورواته ثقات معروفون، وعنبسة بن هبيرة وثقه ابن حبان، ولم أقف فيه على جرح، وضعفه =