للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرد عَلَى المرجئة كما سلف، وغَلِطَ غلاتُهم فقالوا: إن مظهر الشهادتين يدخل الجنة وإن لم يعتقدها بقلبه، حكاه القاضي عنهم (١)، وما أوهاه وأظهر زيفه، ثمَّ إن في هذا الحديث: جعل الإيمان من العمل، وفَرّق في أحاديثَ أُخر بين الإيمان والأعمال، وأطلق اسم الإيمان مجردًا عَلَى التوحيد، وعمل القلب، والإسلام عَلَى النطق، وعمل الجوارح، وحقيقة الإيمان مجرد التصديق المطابق للقول والعقد، وتمامه بعمل الجوارح. فلهذا لا يكون ناجيًا مؤمنًا إلا بذلك، فإطلاق الإيمان إذًا عَلَى كلها وعلى بعضها صحيح، فالتصديق أفضل الأعمال (عَلَى هذا إذ هو شرط فيها.

قَالَ القاضي عياض: ويحتمل أن يشير بأنه أفضل الأعمال) (٢) إلى الذكر الخفي، وتعظيم حق الله ورسوله، وفهم (كتابه) (٣) وغير ذَلِكَ من أعمال القلب ومحض الإيمان، كما جاء: "خير الذكر الخفي" (٤).


(١) انظر: "إكمال المعلم" ١/ ٢٥٣.
(٢) ليست في (ج).
(٣) في (ج): كلامه.
(٤) "إكمال المعلم" ١/ ٣٤٦.
والحديث وواه أحمد ١/ ١٧٢، ١٨٠، ١٨٧، وابن أبي شيبة ٦/ ٨٦، وأبو يعلى ٢/ ٨٢ - ٨٣ (٧٣١)، وابن حبان ٣/ ٩١ (٨٠٩)، والبيهقي في "الشعب" ١/ ٤٠٦ (٥٥٢) عن سعد بن مالك مرفوعًا: "خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي".
والحديث، ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (٢٨٨٧).
جاء في (ف) بعد هذا الموضع: (آخر الجزء الخامس من تجزئة المصنف)