ثالثها: قد يشكل هذا الحديث على كثير من الناس، وذلك إذا رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يناشد ربه من إنجاز الوعد، ويلح في الدعاء والصديق يسكنه ويقول:(حسبك فقد ألححت). فهذا يوهم أن حاله في الثقة بربه والطمأنينة إلى ربه أرفع من حال الشارع، وهذا غير جائز أن يكون، كما نبه عليه ابن التين (١)، والمعنى في مناشدته وإلحاحه في الدعاء الشفقة على قلوب أصحابه، وتقوية قلوبهم إذ كان ذَلِكَ أول مشهد شهدوه في لقاء العدو، وكان في صحابته قلة وعدوهم أضعاف من عدتهم، فابتهل في الدعاء وألح لتسكين نفوسهم إذ كانوا يعلمون أن وسيلته مقبولة فقال له أبو بكر:(كف عن المسألة). إذ علم أنه استجيب له مما وجده أبو بكر في نفسه من المنة والقوة حَتَّى قَالَ له هذا القول، ويدل على صحة ذَلِكَ تلاوته {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} الآية [القمر: ٤٥].
رابعها: قوله في حديث البخيل والمتصدق: ("إلى تراقيهما")؛ لأنه عند الصدر، وهو مسلك القلب، وهو يأمر المرء وينهاه.
خامسها: فيه ما ترجم له، وهو اتخاذ الدرع والقتال به.
(١) في هامش الأصل: ذكر السهيلي في "روضه" عنه جوابًا حسنًا، فإن أردته فانظره في ( … )