وفيه: دلالة على أن نفوس البشر لا يرتفع الخوف عنها والإشفاق جملة واحدة؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد كان وعده الله بالنصر، وهو الوعد الذي نشده؛ ولذلك قَالَ تعالى عن موسى - عليه السلام - حين ألقى السحرة حبالهم وعصيهم، فأخبر عنه تعالى بعد أن أعلمه أنه ناصره، وأنه معهما يسمع ويرى:{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (٦٧}[طه: ٦٧] وإنما هي طوارق من الشيطان يخوف بها النفوس ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
وقوله: ("اللَّهُمَّ إني أنشدك عهدك ووعدك") أي: اللَّهُمَّ إني أسألك إنجاز وعدك وإتمامه بإظهار دينك وإعلاء كلمة الإسلام الذي قضيت بظهوره على جميع الأديان وشئت أن يعبدك أهله ولم تشأ ألا تعبد، فتمم ما شئت كونه، فإن الأمور كلها بيدك.
وقوله:({سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥)} [القمر: ٤٥] فيه: تأنيس من استبطأ ما وعده الله (به)(١) من النصر بالبشرى لهم بهزم حزب الشيطان، وتذكيرهم مما يثبتهم به من كتابه تعالى.
وفيه: فضل الصديق ويقينه بصدق ما وعد الله به نبيه، ولذلك سمي صديقا.