للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخطة تعطيه ذَلِكَ، وقد فعل ذَلِكَ الصديق في سلب أبي قتادة.

وفيه: أن الظهر عليه مدار المسافر، لاسيما بالحجاز الذي الراجل فيه هالك في أغلب أحواله إن لم يأوِ إلى ظهرٍ أو صاحب ظهر ليحمل بعض مؤنته، ألا ترى قول عمر: (ما بقاؤهم بعد إبلهم؟) يعني أن بقاءهم يسير لغلبة الهلكة على الراجل، وهذا القول من عمر أحد ما قيل في النهي عن أكل لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، استبقاء لظهورها؛ ليحمل المسلمين عليها ويحمل أزوادهم.

وفي قوله: (ما بقاؤهم بعد إبلهم؟) دليل على أن الأرض تقطع مسافتها. قَالَ ابن بطال: وليست تطوى (الأرض) (١) كما يدعي بعض (الخياطين) (٢) أنه يحج في (قاصية) (٣) من (قواصي) (٤) الأرض في ثلاثة أيام أو أربعة، ثم قَالَ: وهذا منتقض من وجوه، وإنما قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "فإن الأرض تطوى بالليل" (٥) أي: أنها تقرب مسافتها (بتيسير) (٦) المشي وقطع ما لا يرى منها، فإذا أصبح وعرف مكانه حمد سراه، وعند الصباح يحمد القوم السرى.

وفيه: من أعلام نبوته كثرة القليل حَتَّى تزودوا منه أجمعون. قَالَ ابن بطال: فكيف يدعي من البطالين قلب الأعيان بعد رسول الله (٧).


(١) في (ص ١): المسافات.
(٢) في (ص ١): الحناطين.
(٣) في (ص ١): ناحية
(٤) في (ص ١): نواحي.
(٥) رواه أبو داود (٢٥٧١) من حديث أنس. وانظر تمام تخريجه في "الصحيحة" (٦٨١).
(٦) في (ص ١): بيسير.
(٧) "شرح ابن بطال" ٥/ ١٤٥ - ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>