للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(نا) (١) فطر عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عنه (٢). ورواه رسته أيضًا عن سفيان، (نا) (٣) أبو إسحاق، فذكره، ورواه البغوي في "شرح السنة" عن عمار مرفوعًا (٤)، قَالَ جماعات منهم أبو الزناد: هذِه الثلاث عليها مدار الإسلام، وهي جامعة للخير كله؛ لأن من أنصف من نفسه فيما بينه وبين الله وبين الخلق، ولم يضيِّع شيئًا مما لله تعالى عليه، وللناس عليه، ولنفسه بلغ الغاية في الطاعة.

وأما بذل السلام للعالم فمعناه: للناس كلهم، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وتقرأ السلام عَلَى من عرفت ومن لم تعرف". وهذا من أعظم مكارم الأخلاق، ويتضمن التواضع وهو أن لا ترتفع عَلَى أحد، ولا تحتقر أحدًا، وإصلاح ما بينه وبين الناس بحيث لا يكون بينه وبين أحد شحناء، ولا أمر يمتنع من السلام عليه بسببه.

كما يقع لكثير من الناس، ففيه الحث عَلَى إفشاء السلام وإشاعته، وأما الإنفاق من الإقتار فهو الغاية في الكرم، وقد مدح الله تعالى


(١) في (ج): ثنا.
(٢) "شرح أعتقاد أهل السنة والجماعة" (١٧١٣).
(٣) في (ف): نا.
(٤) "شرح السنة" ١٢/ ٢٦١ موقوفًا وليس مرفوعًا، ورواه مرفوعًا البزار كما في "كشف الأستار" (٣٠)، وقال: هذا رواه غير واحد موقوفًا على عمار.
والقضاعي في "مسند الشهاب" ٢/ ٦٥ (٨٩٢)، واللالكائي (١٦٩٨).
وذكره الهيثمي في "المجمع" ١/ ٥٦، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن شيخ البزار لم أر من ذكره، وهو الحسن بن عبد الله الكوفي. اهـ.
وقال أيضًا ١/ ٥٧: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه: القاسم أبو عبد الرحمن، وهو ضعيف. اهـ.
قال الألباني في "الإيمان" لأبي عبيد ص ١٧: روي مرفوعًا وموقوفًا، والراجح الوقف على أن في سنده من كان اختلط.