للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحقيقي فهو الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو به، وإنما هو تحريف لظاهر اللفظ، وهو موافق لباطن المعنى، ولا يجوز الكذب الحقيقي في شيء من الدين أصلاً، ومحال أن يأمر بالكذب وهو - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" (١)، وإنما أذن له أن يقول ما لو قاله بغير إذنه - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه لكان دليلًا على النفاق، ولكن لما أذن له في القول لم يكن معدودًا عليه أنه نفاق، وسلف في الصلح زيادة في هذا المعنى في باب: ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس (٢).

وفي قتل محمد بن مسلمة كعب بن الأشرف، دلالة أن الدعوة ساقطة فيمن قرب داره من بلاد الإسلام، والأذى منه هو تحريض اليهود على أذاه وبغضه، وأذاه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو أذى لله.


(١) سلف برقم (١٠٧) من حديث الزبير بن العوام؛ كتاب: العلم، باب: إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) سلف برقم (٢٦٩٢)، و"شرح ابن بطال" ٥/ ١٨٨ - ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>